أحمد عرابي.. زعيم الثورة العرابية في مصر

1841-1911 مصري

ثار دفاعاً عن كرامة كل مصري وتحمل السجن والنفي في سبيل الوطن

الولادة والنشأة:

ولد أحمد عرابي في31 مارس/آذار1841، في قرية هرية رزنة بمحافظة الشرقية في مصر، وهو الابن الثاني لوالديه.

أصبح يتيم الأب وهو في الثامنة من عمره؛ وتولى رعايته أخوه الأكبر محمد.

الدراسة

بدأ عرابي تعلمه بحفظ القرآن الكريم, ثم تعلم العمليات الحسابية والكتابية على يد صراف القرية، وبقي في عهده حوالي الخمس سنوات.

وعندما أصبح أحمد في الثامنة من عمره طلب من والده الدخول إلى جامع الأزهر, الذي دخله في عام 1849 وبقي فيه أربع سنوات، أتم خلالها حفظ القرآن الكريم وتعلم جزءاً من الفقه والتفسير.

الأعمال

التحق عرابي بالخدمة العسكرية، في 26 ديسمبر/كانون الأول 1854, وبدأ مسيرته كجندي بسيط وتم تعيينه ضابط صف برتبة مساعد.

وبعد أربع سنوات ترقى إلى رتبة ملازم ثاني، وفي 1859، حصل على ترقيتين رتبة اليوزباشي ورتبة الرائد، ووصل أحمد عرابي إلى رتبة العميد وهو لم يكمل العشرين عاماً من عمره.

وثق عرابي علاقته مع سعيد باشا الحاكم آنذاك وكان يشاركه في ترتيب المناورات الحربية, حيث إنه كان محط ثقة عند باشا.

بعد وفاة سعيد باشا, تأزمت الأحوال في مصر وعادت التفرقة بين المصريين والشراكسة, وبعد صراع شديد بين عرابي والشراكسة، تم فصله من الجيش, الأمر الذي ولد عنده كراهية للضباط الشراكسة, والتحق بوظيفة في دائرة الحلمية ليعين بعدها مأموراً للحملة العسكرية المصرية في الحبشة، والتي انتهت بهزيمة الجيش المصري بسبب استهتار القيادة الشركسية.

قرر الخديوي إسماعيل إلقاء القبض على عرابي وزملائه بعد حادثة عثمان رفقي (أبعد مجموعة من الضباط المصريين واستبدلهم بضباطٍ من الشركس، فقدم عرابي وزملاءه اعتراضاً للخديوي على ذلك)، ظناً منه أنهم من المتآمرين عليه، وتم اعتقالهم لفترة إلى أن قام الضباط المصريين بتحريرهم بالقوة. فكانت هذه واحدة من أسباب قيام الثورة العرابية.

في 1881، حاول عرابي التواصل مع الخديوي توفيق وعرض عليه مطالب الشعب المصري حينها, وفي نفس الوقت عين عرابي ناظراً للجهادية وكلف إلى جانب منصبه بمهمة حفظ الأمن في مصر, ولكن في 1882، ومع حدوث مذبحة الإسكندرية (أحداث العنف التي نشبت بين المقيمين الأوربيين والمصريين في الإسكندرية، وراح فيها 250 مصرياً، و50 أوربياً),

كانت الأمور في البلاد تزداد سوءاً, بالرغم من عمل عرابي على إعادة نشر الأمن في ربوع البلاد والتحقيق في حادثة المذبحة.

عدوان بريطانيا على مصر:

وجدت بريطانيا وفرنسا فرصتهما في الدخول إلى مصر بعد حادثة الإسكندرية, للقضاء على عرابي، وفي هذه الأثناء تسارعت الأحداث وقامت بريطانيا بالعدوان على مصر.

وبدأت بضرب مدنها وأحياءها منزلة قواتها فيها, وكان هذا في عهد الخديوي توفيق الذي انحاز وتواطئ مع الإنكليز واتهم عرابي بالتمرد والجبن.

لكن عرابي رفض الانصياع للخديوي وبعث برقيات إلى أصحاب المناصب في البلاد محذراً إياهم من اتباع أوامره.

عزل الخديوي توفيق عرابي من منصبه الذي لم يرضخ للقرار واستمر في تعزيز الاستعدادات وقاد معركة كفر الدوار ضد الإنكليز وانتصر فيها.

عقد أحمد عرابي اجتماعاً في وزارة الداخلية في 22 يوليو/تموز 1882، حضره شيخ الأزهر وقاضي القضاة في مصر ومفتيها, وقرروا فيه عدم الخضوع لأوامر الخديوي والرد على قراراته وإبقاء عرابي في منصبه.

وفي 13 سبتمبر/أيلول حدثت معركة التل الكبير بين المصريين والإنكليز وانتصر الإنكليز فيها بسبب تواطئ الخديوي معهم، وخيانة دوليسبس رئيس شركة قناة السويس الذي رفض ردم القناة وسمح للإنكليز بالدخول منها، فضلاً عن خيانة العديد من بدو الصحراء والضباط المصريين, ما ساعد البريطانيين بالتقدم في المدن المصرية واحتلال مصر لمدة 74عام.

اعتقل أحمد عرابي، وفي3 ديسمبر/ كانون الأول 1882، حكم عليه بالإعدام وتم تخفيف الحكم إلى النفي خارج مصر مدى الحياة إلى جزيرة سيلان, ومعه صديقه محمود سامي البارودي.

كما حكم على من ساعد عرابي بالعزل من منصبه والتجريد من أوسمته ونياشينه.

عاد عرابي إلى مصر بعد عشرين عاماً من النفي بسبب مرضه الشديد، أما صديقه محمود سامي البارودي فعاد بعد ثمانية عشرة عاماً بسبب اقتراب وفاته وإصابته بالعمى نتيجة للتعذيب الذي تعرض له.

حمل عرابي بعودته إلى مصر شجرة المانجو وكان أول من يجلبها إلى البلاد.

كما كتب عرابي مذكراته ومآثره في ثلاثة دفاتر كبيرة, تحدث فيها عن جميع أحداث ثورته والمعارك التي قام بها، إضافة لذكره الظروف التي عاش فيها.

الحياة الشخصية

تزوج أحمد عرابي من “كريمة”، شقيقة زوجة الخديوي توفيق وأنجب عدد من الأبناء..

الوفاة

توفي أحمد عرابي في القاهرة بمصر في 21 سبتمبر/أيلول 1911، عن عمرٍ ناهز السبعين عاماً.

الجوائز والتكريم

تناولت العديد من الأفلام والمسلسلات شخصية أحمد عرابي وبطولاته, وكان من ضمن الفنانين الذين جسدوا شخصيته: سعيد خليل، محمد ثروت، رياض الخولي وهشام عبد الله.

أطلق اسم عرابي على المساجد والساحات والمدارس في مصر وعدد من الدول العربية

الأقوال

“لقد خلقنا الله أحرارًا، ولم يخلقنا تراثًا أو عقارًا؛ فوالله الذي لا إله إلا هو، لا نُورَّث، ولا نُستعبَد بعد اليوم”