القعقاع بن عمرو التميمي.. رجل بألف رجل حارب الفيلة وصرعها

-40 هـ/ عربي

بطل شجاع وشديد البأس ومعها شديد الذكاء وذا عبقرية عسكرية في إدارة المعارك وقد ظهر ذلك في معركة القادسية

 الولادة والنشأة:

هو القعقاع بن عمرو التميمي، من بني تميم. نشأ كما العرب في تلك الفترة على الحرب والطعان حتى صار من أشهر فرسان تميم.

نسبه يعود لجده تميم بن مـر بن إد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معـد بن عدنان، من ذرية نبي الله إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليه السلام.

الدراسة:

تجمع أغلب الروايات على أن القعقاع بن عمر التميمي كان من كبار التابعين، ولم يكن من الصحابة.

وعلى ذلك فقد استقى علومه من الصحابة والخلفاء الراشدين الذين عاصرهم جميعاً.

الأعمال:

كان للقعقاع دور لا ينسى في حروب الردة، فقد أرسله أبو بكر الصديق إلى علقمة بن علانة العامري الذي  ارتد بعد إسلامه، والذي عسكر في مدينة بني كعب، كي يغزو المدينة المنورة، وطلب إليه  أن يحضره له أو يجهز عليه، إلا أن علقمة هرب مسرعاً على فرسه، فأخذ ولده و أهله وقام بإرسالهم إلى أبي بكر، فأنكروا علمهم بارتداده، وبعد ذلك عاد علقمة وأشهر إسلامه مرة ثانية و عفا عنه أبو بكر .

بعد إنتهاء حروب الردة شارك القعقاع بن عمرو التميمي في عدد من أشهر الفتوحات الإسلامية، بدأت بالعراق فعندما حاصر خالد بن الوليد الحيرة، أرسل إلى أبي بكر يطلب منه المدد فأمده بالقعقاع، وقال لخالد “لا يهزم جيش فيه مثله”.

ومن أهم المعارك التي شارك فيها:

معركة ذات السلاسل، و فتح الحيرة و معركة الحصيد و معركة المصيخ و معركة الفراد و القادسية .

وقد شهدت معركة الحصيد بطولات القعقاع بن عمرو و قوته، حيث أوقع بالفرس في هذه المعركة و هزمهم هزيمة ساحقة واستطاع القضاء على قادة الفرس وعلى رأسهم زومهر و روزبة .

القادسية:

كما شارك في معركة القادسية وكان من أهم أبطالها، لدرجة أن عمر بن الخطاب عندما أرسل إلى سعد بن أبي وقاص يسأله عن أشجع فرسان القادسية، أجابه سعد:

“إني لم أرَ مثل القعقاع بن عمرو، حمل في يوم ثلاثين حملة، يفني في كل حملة بطلاً”.

وفي هذه المعركة ابتكر القعقاع خططاً حربية كان لها كبير الأثر في هزيمة الفرس.

حيث قدم  على المسلمين من الشام في ثاني أيام القادسية وهو يوم أغواث وعند وصوله قام بتقسيم جيشه إلى أعشار، وأمرهم بأن يتبع بعضهم بعضاً، حتى يظن الفرس أن عدداً كبيراً من جيوش المسلمين قادمين، فضعفت بذلك عزائم الفرس وقويت عزائم المسلمين.

وكان القعقاع أول من حارب ليلاً في تاريخ العرب عندما قام بالزحف على الفرس ليلة المعركة كما أنه قام بالتخلص من الفيل الأبيض الذي كان يقود باقي فيلة الجيش الفارسي في أرض المعركة، وأدى القضاء على هذا الفيل لحدوث ارتباك في صفوف الفرس،فقد فقدوا أهم أسلحتهم على الإطلاق،الأمر الذي جعل باب النصر مفتوحاً أمام جيش المسلمين .

شارك القعقاع بن عمرو في فتح الحيرة، وبعدها قرر خالد الخروج للأنبار لفتحها واستخلف القعقاع بن عمرو على الحيرة، لأنه كان موضع ثقة خالد بن الوليد.

وكان للقعقاع دور مهم في فتح المدائن، وفيها غنم دروع وسيوف كسرى، فقام بإرسالها إلى عمر بن الخطاب في المدينة المنورة، بعدها عين والياً على مدينة حلوان لفترة قصيرة.

بعدها شارك في معركة ذات السلاسل وكان له الفضل في إنقاذ خالد بن الوليد من المكيدة التي دبرها له الفرس بقيادة قائدهم هرمز.

وإضافة إلى الجبهة العراقية شارك القعقاع في الفتوحات على الجبهة الشامية، فقاتل البيزنطيين في اليرموك، عام 15هـ، وكان قائداً على كتيبة من كتائب المسلمين.

وفي فتح دمشق وكانت منيعة ومحاطة بالأسوار، اقترح القعقاع على خالد بن الوليد أن تقوم مجموعة من المسلمين بتسلق الأسوار وفتح الأبواب من الداخل، فوافق خالد بن الوليد على ذلك، وقام هو والقعقاع ومجموعة من الأبطال معهم فتسلقوا السور وقاموا بفتح  الباب وعبر المسلمين منه، فحاربوا أهل دمشق حتى استسلموا.

إلى جانب فروسيته وشجاعته كان القعقاع شاعراً وله الكثير من الأبيات الشعرية المنسوبة إليه، والتي عملت على تخليد شجاعته والتغني ببطولاته المتفردة في الحروب والمعارك. ومن شعره:

كَم مَن أَبٍ لي قَد وَرَثتُ فِعالُهُ

جَمِّ المَكارِمِ بَحرُهُ تَيّارُ

وَغَداةَ فِحلٍ قَد رَأَوني مُعلماً

وَالخَيلُ تَنحطُ وَالبَلا أَطوارُ

ما زالتِ الخَيلُ العُرابُ تَدوسُهُم

في حَومِ فَحلٍ وَالهَبا مُوّارُ

حَتّى رَمَينَ سَراتُهُم عَن أَسرِهِم

في رَوعَةٍ ما بَعدَها اِستَمرارُ

الحياة الشخصية:

تزوج القعقاع بن عمرو التميمي من الصحابية أسماء والتي أسلمت على يديه.

الوفاة:

توفي القعقاع بن عمرو التميمي على أغلب الرويايات بعد سنة 40 هـ، ولا يعرف مكان مؤكد لوفاته.

الأقوال:

قال القعقاع بن عمرو التميمي يذكر معركة بزاخة:

• وَافلتهُنَّ المُسحَلانِ وَقَد رَأى                 بِعَينَيهِ نَقعاً ساطِعاً قَد تَكَوثَرا
• وَيَوماً عَلى ماءِ البَزاخَةِ خالِدٌ                أَثارَ بِها في هَبوَةِ المَوتِ عِثيَرا
• وَمَثَّلَ في حافاتِها كُلَّ مَثلَةٍ                   كَفِعلِ كِلابٍ هارَشَت ثُمَّ شَمَّرا

وقال عنه أبو بكر الصديق:

• “لن يهزم جيش فيه القعقاع”
• “صوت القعقاع في الجيش خيرٌ من ألف رجل”.

المصادر:

• https://filaat.com
• https://ar.m.wikipedia.org
• https://m-youm7-com.cdn.ampproject.org
• https://elkanananews.com
• https://raseef22-net.cdn.ampproject.org
• https://bni-tamem.com
• https://ilhyh.com