هنري فورد.. من مكّن الطبقة المتوسطة من امتلاك السيارات

1863- 1947/ أمريكي

من أوائل الصناعيين الأمريكيين، أسس شركة “فورد” وساهم ببشكل كبير في تطور الاقتصاد الأمريكي في القرن العشرين

الولادة والنشأة:

وُلِد هنري ويليام فورد في 30 يوليو عام 1863 في مزرعة والده في بلدة غرينفيلد، ميشيغن.

ولد والده في مقاطعة كورك في إيرلندا، لعائلة تنحدر أصولها من سومرسيت في إنجلترا ، وأما والدته ماري فورد فقد ولدت في ميشيغن، وكانت أصغر طفل بين المهاجرين البلجيكيين.

وحينما كان في الثالثة عشر من عمره أهداه والده ساعة جَيب، فقام الفتى هنري بتفكيك أجزاء الساعة وإعادة تجميعها، مما أثار إعجاب أصدقائه وجيرانه الذين تهافتوا عليه يطلبون منه أن يقوم بتصليح ساعاتهم.

الدراسة:

ترك هنري منزل عائلته إذ لم يكن مقتنعاً بالعمل في مجال الزراعة وذَهَب إلى ديترويت ليعمل كميكانيكي متدرب في مجال صناعة السفن وذلك في السادسة عشر من عمره، ثُمّ تعلّم تشغيل وصيانة المحركات البخارية.

وفي الفترة من 1876 إلى 1882 درس فورد أثناء عمله المحاسبة فى جامعة جولدسميث، كما درس إدارة الأعمال أيضاً.

الأعمال :

بعد زواج هنري فورد عاد إلى العمل بالزراعة ليتمكّن من إعالة زوجته وطفله، وبعد ثلاث سنوات من عمله بالزراعة الذي لم يكن مقتنعاً به أصبح بارعًا في تشغيل المحرك البخاري المحمول المُصنع من قبل شركة ويستينغهاوس.

وكان حلمه امتلاك سيارة ولكن السيارات كانت حكراً على الأغنياء فقط، فبدأ هنرى فورد فى سنة 1896 في تحقيق شغفه في تصنيع السيارات.

وبدأ بالفعل هو ومجموعة من أصدقائه بتصنيع سيارة في جراج فى مزرعة هنرى فورد، وكانت السيارة تستطيع السير للأمام فقط وبناقل حركة من سرعتين فقط وكانت هذه السيارة أول تجارب فورد فى صناعة السيارات.

وعرض فورد السيارة على توماس أديسون، فأثارت إعجابه وشجع ذلك فورد على الاستمرار وصناعة سيارة أخرى.

وكذلك شجعه ذلك على تأسيس شركة خاصة به لصناعة السيارات وصنع سيارة أخرى.

وفي عام 1899 أسس فورد شركته وحملت اسم “ديترويت”، ولكنها لم تنجح في السوق بسبب مشاكل في سياراتها، ما أجبره على إغلاق الشركة بعد مدة قصيرة من تأسيسها وعاش مدة فى حالة إحباط شديد.

ثم أقنع فورد ممولين شركته القديمة ديترويت لتأسيس شركة لصناعة سيارات السباقات، وبالرغم من نجاح الشركة نسبياً إلا أنها أغلقت هى الأخرى بعد 16 شهراً فقط بسبب خلافه مع شركائه.

ثم  ذهب هنرى فورد إلى مالكي أسهم شركته القديمة ديترويت للسيارات ليتعاونوا معا لتأسيس شركة هنري فورد لصناعة السيارة، وصنع سيارة بقوة 26 حصاناً ولكنه اختلف معهم أيضاً وتركهم، وتم تغيير اسم الشركة إلى “كاديلاك” العلامة الأمريكية الشهيرة اليوم، حيث يعد هنرى فورد هو المؤسس الفعلى لها.

وبالرغم من ذلك حاول هنرى فورد جاهداً فى صناعة السيارات وتطوريرها حتى أسس شركة فورد فى عام 1903 وتعد من أقدم وأعرق شركات السيارات فى العالم اليوم وكان فى ذلك الوقت فى سن الـ40 من عمره.

وبعد تأسيس شركة فورد أنتج هنرى فورد أول سيارة تحمل اسمه فى عام 1908 باسم Model وكانت عجلة القيادة على اليسار، وقلدته جميع الشركات فى ذلك بعد ظهورها فى الأسواق إلى الآن، ونجحت السيارة نجاحاً باهراً وحققت أرباحاً وصلت 100% وسيطرت على سوق السيارات الأمريكي.

فورد موديل تي Model T:

بعدها بدأ فورد فى تحقيق هدفه من صناعة السيارات، وهو صناعة سيارة يمكن للطبقة الوسطى شراؤها، فصنع سيارة حملت اسم Model T ونجحت السيارة وبيعت بشكل واسع النطاق وأصبحت نصف السيارات الموجودة فى السوق الأمريكية وظهرت شخصية هنرى فورد الإنسانية حيث إنه قرر منح العاملين بالشركة حصة من أرباح الشركة تقديرا لمجهودهم.

وفى عام 1918 سلم هنرى فورد الشركة إلى ابنه الوحيد “ادسل فورد” وحققت الشركة فى عهده نجاحات كبيرة، بالرغم من وقوعها فى بعض المشاكل مع المنافسين وأصبحت شركة فورد رائدة صناعة السيارات فى الولايات المتحدة الأمريكية ومن أعظم شركات العالم حتى وقتنا هذا.

يذكر أن هنرى فورد طور خطوط الإنتاج وتجميع السيارات وأصبحت تصنع وتجمع كل قطعة على حدى مثل ما يحدث الآن في جميع مصانع السيارات.

هنري والسياسة والاجتماع:

• بالرغم من أن هنري فورد يهودي إلا أنه كان يحارب الفكر والسياسة الصهيونية علناً، وفى عام 1920 كتب هنرى فورد كتاباً بعنوان “اليهودى العالمي…المشكلة العالمية الأولى”.
• كما كان هنرى فورد محبا للسلام وكان رافضاً للحرب العالمية الأولى ومول سفينة السلام التى أرسلت إلى أوروبا.
• كما تقدم  هنري لانتخابات مجلس الشورى U.S. Senate   في سنة 1918 ولم ينجح بفارق ضئيل.
• وأيضا قام بمنع التدخين داخل مؤسساته معتبراً التدخين ضار بالصحة، كما قام ببناء مستشفى هنري فورد في ديترويت بتكلفة 7 مليون دولار.
• وأصبح فورد  ناشر لمجلة ديربورن إيندبندنت The Dearborn Independent
• وأيضا قام هنري ببناء مدارس في مجالات مختلفة لتوفير خبرة تعليمية باستخدام تقنية الفصل الدراسي الواحد، تقنية التدريس الحديث، والتعليم من خلال المشاركة.
• و في 13 يناير سنة 1942 حصل هنري فورد على براءة اختراع لتصنيع سيارة ذات جسم من البلاستيك وزنها أقل 30% من السيارة المعدن.
• كما شارك هو وعائلته في عمل متحف فورد في جرينفيليد فيلدج ميتشيجان وفي عمل مؤسسة فورد للمساهمة في المنح الخاصة بالأبحاث والتعليم والتطوير.

الحياة الشخصية :

تزوج هنري فورد من ” كلارا جين براينت “في عام 1888 ورزقا بابنه “ادسل”.

الجوائز والتكريمات:

حاز هنري فورد على الكثير من الجوائز وكرم مرات عدة نذكر منها:

•  عضوية الشرف في قاعة الطيران الوطنية عام 1984.
•  وتم تكريمه بالقاعة الوطنية للمخترعين المشاهير
•  وحصل على ميدالية إليوت كريسون للثورة في صناعة السيارات والقيادة في الصناعة في عام 1928.
• وفي عام 1936 حصل على  ميدالية هولي.
• كما نال جائزة واشنطن في عام 1944.

الوفاة:

بدأت صحة هنري فورد بالتراجع لذلك تقاعد عم العمل في عام 1945، وأوكل رئاسة الشركة لحفيده “هنري فورد الثاني”، وبعد عامين من تقاعده توفّي هنري فورد عن عمر ناهز ثلاثة وثمانين عاماً، نتيجةً لإصابته بنزيف في الدماغ، وكانت وفاته في 7/4/1947 في ديربورن في ميشيغان.

الأقوال :

• “العقبات هي الأشياء المخيفة التي تراها حينما تشيح بنظرك عن الهدف “
• “ان الفشل هر فرصتك لتبدأ مجددا ولكن بذكاء أكبر “
• “الجودة هي فعلك الشيء الصحيح عندما لايراك أحد “
• “المال هو شيء يشبه يدك أو قدمك ،ان لم تستخدمه فسوف تخسره “
• “حين ترى أن كل شيء في الحياة يمشي عكس إراداتك، تذكر أن الطائرة تقلع عكس الرياح لا معها”.
• “لم يكن لدي أي حب للمزرعة، وكان وجود أمي في المزرعة جل ما أحببته”.

عن سيارته موديل تي قال هنري فورد:

• “سأبني سيارة لأعداد كبيرة. ستكون كبيرة بما يكفي للعائلة، ولكنها صغيرة بما يكفي ليديرها الفرد ويعتني بها. سيتم بناؤه من أفضل المواد، على يد أفضل الرجال ليتم توظيفهم، بعد أبسط التصاميم التي يمكن للهندسة الحديثة ابتكارها. لكنها ستكون منخفضة للغاية في السعر بحيث لا يستطيع أي رجل يتقاضى راتباً جيداً أن يمتلك راتباً جيداً – ويتمتع مع أهله ببركة ساعات اللذة في ساحات الله العظيمة المفتوحة”.

المصادر :

• http://www.thecartech.com/
• https://ar.wikipedia.org/
• https://www.elwatannews.com/
• https://al-ain.com/
• https://carhappy.ru/
• https://www.arageek.com/