الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم.. شريك الاتّحاد ورفيق درب زايد

1912-1990 إماراتي

قائد استشرف المستقبل وكان من أهم صناعه

الولادة والنشأة:

ولد الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم الفلاسي عام 1912م. نشأ في منطقة الشندعة في إمارة دبي. يعود نسبه إلى قبيلة البوفلاسية المتفرعة عن قبيلة بني ياس ذات المكانة الرفيعة بين قبائل شبه الجزيرة العربية. عرف والده الشيخ سعيد آل مكتوم بالتقوى والحكمة ورجاحة العقل. والدته الشيخة حصة بنت المر بن حريز الفلاسي، والمعروفة بأم دبي، حيث اشتهرت بالكرم وحب الخير للآخرين.

الدراسة

التحق راشد عندما كان صغيراً في السن بالكتاتيب, لعدم وجود المدارس في منطقته آنذاك، فتعلّم أصول الفقه الإسلامي واللغة العربية، ثمّ التحق بمدرسة الأحمديّة.

الأعمال

• عين الشيخ راشد ولياً للعهد عام 1939م، وكان والده يقف إلى جانبه في تسيير شؤون المنطقة.
• استطاع راشد أن يخلص دبي من أزمات اقتصادية كثيرة، أهمها: انهيار تجارة اللؤلؤ، والحصار البريطاني الّذي فرضته بريطانيا على موانئ الخليج العربي خلال الحرب ا لعالمية الثانية.
• بعد وفاة سعيد آل مكتوم، تولى راشد حكم إمارة دبي في التاسع من شهر أيلول عام 1958م إلى جانب منصبه كنائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة منذ الاتحاد عام 1971م، وبقي في المنصبين حتّى وفاته عام 1990م.
• حقق العديد من الإنجازات طيلة فترة حكمه، وطوّر البنى التحتية للإمارة، واستطاع تحويل إمارة دبي من ميناء صغير إلى مركز تجاري عالمي من خلال تنشيط القطاع التجاري.
• أنشأ الشيخ راشد الدوائر الّتي تقدم خدمات للشعب، مثل: الجمارك والشرطة، المحاكم، الكهرباء والماء، وغيرها من الدوائر.
• افتتح الشيخ راشد مطار دبي الدولي عام 1960، والّذي يعد اليوم أحد أبرز المطارات في العالم.
• أسس الشيخ راشد بنك دبي الوطني المحدود عام 1963، وهو أول بنك وطني.
• اهتم الشيخ راشد بالعمران، واستطاع استغلال النفط في دبي استغلالاً تجارياً عام 1966م، فأنشأ دائرة خاصة بشؤون النفطـ، ودائرة للطيران، وهنا بدأت التحولات الحقيقة في تاريخ إمارة دبي.
• شارك الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم إلى جانب الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في اتّحاد الإمارات السبع؛ حيث وقعا اتفاقية السميح في شباط عام 1968م الّتي تنص على اتحاد الإمارتين، وتمّ الاتحاد في كانون الأول عام 1971م. كما أنّ زايد بن سلطان آل نهيان لقب راشد بشريك الاتّحاد ورفيق درب زايد.

• 

  أنشأ الطرق والجسور الّتي تربط شطري إمارة دبي، إضافة إلى توسيع خور دبي، وإنشاء العديد من الموانئ، كميناء راشد البحري عام 1972م، حيث كان هذا الميناء داعماً اقتصادياً قوياً للإمارة دبي خاصّة، وللإمارات بشكل عام، وأنشأ ميناء جبل علي عام 1979م.

• اشتهر الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم بتواضعه وقربه من الشعب، حيث كان المقصد الأول للمواطنين, لحل مشاكلهم، ومعالجة قضاياهم.

الحياة الشخصية

تزوج راشد بن سعيد آل مكتوم من الشيخة لطيفة بنت حمدان بن زايد آل نهيان عام 1939م، وأنجب عدد من أهم رجالات الإمارات والذين يكملون ما بدأه, ساعين إلى رفعة الإمارات وسؤددها, منهم الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي

والفريق الشيخ أحمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي

والمرحوم الشيخ مكتوم بن راشد بن سعيد آل مكتوم, أول رئيس للوزراء بعد اتحاد الإمارات عام 1971

والمرحوم الشيخ حمدان بن راشد بن سعيد آل مكتوم, والذي يُعدّ واحدًا من أشهر الشخصيات السياسة في الوطن العربي, والذي تقلد مناصب عدة كوزارة الاقتصاد والتجارة, ونائب رئيس مجلس الوزراء وغيرها

وبناته الشيخة مريم والشيخة حصة والشيخة ميثاء والشيخة فاطمة والشيخة شيخة بنت راشد آل مكتوم.

الوفاة

توفي الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم في تشرين الأول عام 1990م، عن عمر ناهز 78 عاماً؛ تاركاً خلفه مسيرة مليئة بالإنجازات الّتي خلدت ذكراه.

الجوائز والتكريم

تكريماً لذكرى الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم, أطلق باسمه على مساجد ومدارس وساحات عامة ومعاهد ومرافق هامة في دبي وبقية إمارات دولة الإمارات, كما أقيمت ندوات ومحاضرات وانتجت برامج وأفلام, لشرح فكره الذي قاد دبي زهاء 32 عاماً من العطاء..

الأقوال

قال الشيخ راشد عند توقيع إتفاقية الاتحاد:

“التقينا في هذا اليوم التاريخي من ديسمبر 1971م ميلادي؛ لتحقيق ما تلاقت عليه إرادتنا وإرادة شعب إماراتنا, لإعلان قيام دولة الإمارات العربيّة المتحدة دولة مستقلة، وذات سيادة”.

ولعل أجمل وصف للشيخ راشد ما قاله نجله صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي:

“إن المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، كان قليل الكلام.. كثير التفكر.. رحل بهدوء بعد أن ملأ الدنيا ضجيجاً بأعماله التي مازالت مستمرة”.