أحلام مستغانمي.. أول روائية جزائرية تكتب بالعربية

1953 جزائرية

هي الكاتبة والروائية الجزائرية التي رفضت الانصياع للفرنسيين، فدرست العربية وكتبت وبرعت فيها

الولادة والنشأة:

وُلدت أحلام مستغانمي في 13 نيسان/ أبريل 1953 في مدينة تونس عاصمة تونس عندما كان والداها في المنفى. وكان والدها، محمد الشريف، مطلوبًا لدى السلطات الفرنسية بسبب تدخله في حرب التحرير الجزائرية. وفي عام 1962 عادت عائلة أحلام مستغانمي إلى الجزائر، حيث كان لوالدها دورٌ كبير في أول حكومةٍ جزائريةٍ حرة

الدراسة

ارتادت أحلام مستغانمي أول مدرسةٍ عربية في الجزائر، ومن ثم درست في ثانوية عائشة أم المؤمنين وتخرجت عام 1971. كانت هي وزملاؤها من أوائل المواطنين الجزائريين الذين تعلموا اللغة العربية بدلًا عن الفرنسية، فتخرجت من الجامعة الجزائرية في تخصص بكالوريوس اللغة العربية في العام 1973. وخلال سفرها إلى بارس مُنحت شهادة الدكتوراه في العام 1982 في تخصص علم الاجتماع من جامعة السوربون في باريس، وكانت أطروحتها تتمحور حول التعقيدات في الرجل والمرأة داخل المجتمع الجزائري، وما يجري بينهما من صراعات ناجمة عن عدم التفاهم.

الأعمال

بعد تخرج أحلام مستغانمي من تخصص اللغة العربية نشرت أول مجموعةٍ شعرية كتبت “على مرفأ الأيام”. وبعد مدةٍ قصيرة من تخرجها من جامعة الجزائر. ثم رفضت التسجيل في برنامج الماجستير الخاص بالجامعة، ورُفضت من اتحاد الكتاب الجزائريين، فلكونها امرأة تكتب باللغة العربية وتتحدث بصدق وصراحة وحرية عن حقوق المرأة، كان ذلك كافيًا ليسبب اضطرابًا كبيرًا، ولكن والدها قد دعمها وأثنى على أولى مؤلفاتها الشعرية حين قال:”هذه ابنتي، تكتب كما تريد، فهي حرة”.”

وفي عام 1976، انتقلت أحلام إلى باريس ونشرت مجموعتها الشعرية الثانية المسماة “كتابة في لحظة عري”، وخلال إقامتها هناك، عادت مرةً أخرى إلى الكتابة، فشاركت في مجلة “الحوار”، ومجلة “التضامن” اللتين كانتا تصدران في باريس..

في عام 1993، انتقلت أحلام إلى لبنان، حيث نشرت روايتها الأولى “ذاكرة الجسد”، والتي تتضمن ما كتبته أثناء الفترة التي عاشتها في باريس، وقد بيع من هذه الرواية على مدار السنوات اللاحقة أكثر من 1،2 مليون نسخة. كذلك، حين نشرت هذه الرواية كانت أول روائية جزائرية تكتب باللغة العربية وتنشر مؤلفاتها، وقد دخلت رواية “ذاكرة الجسد” في قائمة أهم 100 رواية عربية، كما عمل المخرج السوري نجدت أنزور على تحويلها إلى عمل تلفزيوني من بطولة الممثل جمال سليمان.

وفي عام 1997 نشرت رواية “فوضى الحواس”، التي تعتبر بمثابة تتمة لرواية “ذاكرة الجسد”، وبعدها بعام حصلت على جائزة نجيب محفوظ للأدب العربي. وفي عام 2003، نشرت أحلام رواية “عابر سرير” الكتاب الأخير ضمن الثلاثية، وقد أعيد طبعها أكثر من عشرين مرة. وفيي عام 2009 قام حاكم بيروت بتقديم درع بيروت لها أمام جمهور مؤلف من حوالي 1500 شخص، وفي نهاية العام ذاته، نشرت أحلام كتابها “نسيان. كم”. وفي عام 2012، باعت دور النشر أكثر من مائتي ألف نسخة من روايتها الخامسة “الأسود يليق بك”، وهي تعد من اشهر رواياتها وأفضلها، إذ تخوض فيها أحلام في صراعات النفس البشرية وأحلامها.

بالإضافة إلى ما سبق، عملت أحلام مستغانمي أستاذة زائرة في عددٍ من الجامعات العالمية مثل جامعة بيروت، ومونبيليه وليون، والسوربون، حيث ألقت محاضراتها أمام مئات الطلبة.

الحياة الشخصية

في العام  1970 عملت أحلام مستغانمي مقدمةً لبرنامج شعر كان يبث على الراديو الوطني لتتمكن من مساعدة أهلها ماديًا بعدما أُدخل والدها المشفى بسبب إصابته بانهيارٍ عصبي نتيجة حدوث محاولة انقلاب، فعاهدت أحلام مستغانمي  عائلتها بأن تعتني بهم، وكانت في السابعة عشرة من العمر حينها وكانت تدرس تحضيرًا للامتحانات.

في عام 1976، تزوجت من المؤرخ اللبناني جورجس الراسي والذي كان له اهتمامٌ كبير بالتاريخ الجزائري. أنجبا ثلاثة أبناء.

الجوائز والتكريم

تتضمن قائمة الجوائز التي حازتها أحلام مستغانمي كلًا مما يلي:

جائزة نجيب محفوظ للأدب عام 1998 عن روايتها الأولى “ذاكرة جسد”

ميدالية الرواد اللبنانيين تكريمًا لها على مجمل أعمالها

وميدالية الشرف التي قلدها إياها الرئيس الجزائري بو تفليقة عام 2006.

منحها مركز دراسات المرأة العربية في باريس ودبي لقب أكثر النساء العرب تميزًا لعام 2006

جائزة مؤسسة نور للإبداع النسائي لعام 1996 عن رواية “ذاكرة الجسد”،وجائزة جورج طربيه للثقافة والإبداع لعام 1999.

الأقوال:

من أقوال أحلام مستغانمي:

“كيف تريدنا أن نضبط عدساتنا وعيوننا ممتلئة بالدموع”.

“أبحث عنك في وجوه الآخرين”.

“أصبحت امرأة حرة..فقط لأنني قررت أن أكف عن الحلم، الحرية لا تنتظر شيئًا.. والترقب حالة عبودية”.

“من الأسهل علينا تقبل موت من نحب على تقبل فكرة فقدانه! واكتشاف أن بإمكانهم مواصلة الحياة بكل تفاصيلها دوننا”.

“أجمل حب هو الذي نعثر عليه أثناء بحثنا عن شيء آخر”.

“أجمل رواية هي تلك التي تبدأ بجملة غير متوقعة من القارئ”.