حليمة بن بوزة.. أفضل عالمة عربية لعام 2014 والحائزة عل جائزة اونتوان بيشون

1972-/ جزائريّة

برزت كأفضل عالمة عربية لما قدمته من ابتكارات و أبحاث متميزة في مجال البيوتكنولوجيا

الولادة والنشأة:

ولدت الدكتورة حليمة بن بوزة وسط جبال الأوراس شرق الجزائر، وتحديدًا بولاية باتنة.

ونشأت في وسط يرفض التعليم المقدَّم لبناته، والأكثر تعقيدًا من كل ذلك أنه كان عليها أن تواجه صعوبة التضاريس، وتقاليد المنطقة وطقوسها، والأوضاع الأمنية التي عاشتها الجزائر خلال التسعينيات من القرن الماضي.

كان اهتمامها الأول والأخير بالعلم والمعرفة، وكان والدها مساند لها مما زادها قوةً وهمة.

الدراسة:

درست مرحلة التعليم الأساسي بمنطقة عين توتة الجبلية بولاية باتنة شرق الجزائر، وكذا بولاية ورقلة جنوب الجزائر، بحكم وظيفة والدها هناك.

وقد كسرت نظرة المجتمع إلى الفتاة المتعلمة، عندما قررتُ دخول الجامعة عام 1989، وأنهت دراستها بها، وكانت تمني النفس بالحصول على الماجستير. ومن ثم فكرت بالدراسة في الخارج، وفعلت كل شيء للحصول على منحة دراسية.

في عام 1998 قررت سافرت إلى بلجيكا، لمواصلة دراستها في جامعة جيملوكس للتكنولوجيا الحيوية الزراعية؛ من أجل الحصول على الماجستير.

ركزت في دراستها على تحسين الخصائص الوراثية للنباتات، وربطها بالخصائص العلاجية.

وبعد الجائزة التي نالتها عام 2000 لنتائج بحثها في ​​إدارة مكافحة المخدرات في الجامعة، نجحتُ في الحصول على منحة دكتوراة من وزير الدولة البلجيكي للتعاون التقني.

وحصلت حليمة بن بوزة على الدكتوراه في تهجين النبات وعلم الوراثة عام 2004، من جامعة جمبلوكس للتكنولوجيا الحيوية الزراعية.

الأعمال:

عملت البروفيسورة حليمة بن بوزة بجامعة باتنة كأستاذة محاضرة ،ثم تم تعيينها من قبل الحكومة الجزائرية رئيسة للجنةالمشتركة بين قطاعات الصحة وعلوم الحياة عام ٢٠١١م.

ولتقييم البحث العلمي انضمت كعضو في المجلس الوطني الجزائري. وعضوة بالمجلس الدائم القطاعي لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي.

كما قام رئيس مجلس الوزراء الجزائري بتعيينها رئيسة للّجنة التوجيهية لمشروع الصيدلة والتكنولوجيا الحيوية بالجزائر، ثم تولت إدارة أول مركز للتكنولوجيا الحيوية (CRBt) في قسنطينة، تحت إشراف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.

ولما أطلقت الولايات المتحدة الأمريكية برنامج المرأة والعلم عام ٢٠١٠، وهو مبادرة عالمية من أجل تشجيع وتقديم الدعم للكفاءات العلمية والتكنولوجية النسوية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تم اختيار حليمة كمثال يحتذى به في هذا البرنامج بوصفها أفضل عالمة عربية.

كان لحليمة بن بوزة  الفضل الأكبر في كشف عن المنتجات المعدّلة وراثيا في التغذية النباتية، و يتمثل دوره في تطبيق التحاليل العلمية من أجل الكشف عن المواد الغذائية المستوردة.

وكذلك المواد التي لها علاقة بالأغذية ذات المصدر الحيواني، وهو يهدف أساسا لتحليل واختبار البذور المعدّلة عن طريق التدخل البشري والحكم على استعمالها، كما يعمل على تحديد البذور المستوردة ذات المصادر المجهولة وعلى تنمية المؤشرات الحيوية، التي قد تسبب الأمراض من بينها الأمراض السرطانية.

وما بين سنوات 2013 و2015 تم اختيارها على رأس اللجنة التوجيهية لمشروع الصيدلة والتكنولوجيا الحيوية في الجزائر، من قِبَل رئيس الوزراء.

بالإضافة إلى دورها الأكاديمي والتعليمي في الجامعة، كباحثةً في مجال التكنولوجيا الحيوية،  مع الإشراف على طلبة الدكتوراة ومتابعتهم.

قدمت د. حليمة بن بوزة مشروعًا لزراعة نبتة “ستيفيا” في الجزائر، وإجراء دراسات بحثية حول هذا النبات الذي يُستخدم في المنتجات الاستهلاكية المخصصة لمرضى السكر أو الأشخاص الذين يرغبون في صنع نظام غذائي من دون سكر مضاف.

بالإضافة إلى بحث تطوير بذور القطن لتتحول إلى مادة استهلاكية، خاصةً في المناطق الفقيرة.

واستطاعت تطوير -من خلال بحث مقدم في جامعة لييج البلجيكية- بذور القطن، من بذور إنتاجية تسهم في رفع الاقتصاد وتحسينه، إلى مادة استهلاكية، بإمكانها التخفيف من المجاعة في العالم، باعتبار أن عددًا من تلك المناطق يصلح لزراعة القطن.

وقد ساعدها ذلك على تقديم مشروع بالتعاون مع باحثين آخرين في الجزائر، من أجل إحصاء أنواع السرطانات والأمراض الوراثية الغريبة الموجودة في الجزائر.

حاليًّا، تعمل د. حليمة بن بوزة برفقة عدد من الزملاء والباحثين عبر العديد من الدول، على ترقية أخلاقيات البحث العلمي، والسلامة الحيوية والأمن الحيوي في المعامل البحثية، وسبل بلوغ دراسة شاملة تفرض ذلك في الواقع.

بالإضافة إلى ذلك، حاولت بدء مشروع لرسم خريطة تسلسل سلالات كوفيد-19، بالتعاون مع باحثين سعوديين.

الحياة الشخصية:

ترى د. حليمة بن بوزة أن عمل المرأة في مجال البحث العلمي ليس يسيرًا، وترى أيضًا أن التوفيق بين الالتزامات العلمية والأسرية صعب جدًّا، لذا ختارت البحث والدراسة زوجًا، والأبحاث أولادًا إلى حين.

الجوائز والتكريمات:

نالت د. حليمة بن بوزة العديد من الجوائز والتكريمات منها:

• ففي عام 2014 انضمت إلى “قاعة النساء المشاهير في العلوم”، وهو تكريم لأفضل عالِمة، سنَّته وزارة الخارجية الأمريكية منذ سنة 2010.
• وفي عام 2016 اختيرت من قِبَل “منتدى آينشتاين القادم” واحدةً من أفضل ست باحثات يُسهمن في دفع عجلة العلوم بالقارة الأفريقية.
• وفي العام نفسه عُيِّنت لتمثيل الجزائر في اللجنة الحكومية لأخلاقيات البيولوجيا التابعة لمنظمة اليونسكو.
• وحصلت على جائزة ” أونتوان بيشون ” بعد أن حازت على لقب أفضل عالمة عربية لسنة 2013.

الأقوال:

من أقوال د. حليمة بن بوزة:

• “لستُ مغرورةً بالمناصب، فقد عُرضت عليَّ مناصب رفيعة، باحثة في عدة بلدان غربية، إلا أنني رفضتها”.
• “أنا هنا، أعمل بقدر ما هو متوافر من إمكانيات، مع إسهاماتي عالميًّا من خلال ملتقيات ومنتديات بحثية، تكون بإشراف جامعات غربية، وبتأطير باحثين زملاء من جل القارات”.
• “رغم المكانة العلمية التي حققتها اليوم، إلا أني أرى أن عمل المرأة في مجال البحث العلمي ليس بالأمر اليسير”.
• “أنا إنسان قبل أن أكون باحثة، ومشاعري تتحرك للمظاهر والظواهر الاجتماعية، التي هي في الأساس ملهمة أي باحث أو عالم، فالإنسان ابن بيئته”.

المصادر:

• https://almaraa.org
• https://ar.wikipedia.org
• https://youcanwomen.org
• http://alaalem-media.com