شجرة الدّر.. الجارية التي حكمت مصر 80 يوماً

-1257م/ أرمينية

من جارية اشتراها السلطان الصالح نجم الدين أيوب،إلى أول سلطانة في تاريخ الإسلام،ثم أعتقها وتزوجها، تولت عرش مصر بمبايعة المماليك وأعيان الدولة بعد وفاة السلطان الصالح أيوب.

الولادة والنشأة:

لا تتوفر معلومات حول ولادتها

اشتراها الصالح أيوب قبل أن يكون سلطاناً، ورافقته في فترة اعتقاله في الكرك سنة 1239 مع مملوك له اسمه ركن الدين بيبرس الصالحي ،وبعد ما خرج الصالح من السجن ذهبت معه إلى مصر وتزوجا هناك.

الأعمال:

بعد أن أصبح الصالح أيوب سلطاناً لمصر سنة (1240 م)كانت شجرة الدر تنوب عنه في الحكم في أثناء غيابه.

وبعد أن توفي السلطان صالح بتاريخ 23 نوفمبر 1249 م بعد فترة حكم دامت عشر سنوات، أبقت شجرة الدر خبر وفاته سراً.  وبعثت زعيم المماليك البحرية «فارس الدين أقطاى الجمدار» على حصن كيفا حتى يستدعي «توران شاه» ابن الصالح أيوب ليحكم مصر بدل أبيه المتوفى.

وقبل أن يتوفى الصالح أيوب كان أعطى أوراقاً على بياض لشجرة الدر حتى تستخدمها لو مات. فبقيت شجرة الدر والأمير فخر الدين يصدران الأوامر السلطانية على هذه الأوراق.

وقالا أن السلطان مريض ولا يستطيع مقابلة أحد. وكان يتم إدخال الطعام للغرفة التي كان من المفروض أن يكون نائماً فيها حتى لا يشك أحد. كما أصدرا أمراً سلطانيا بتجديد العهد للسلطان الصالح أيوب وتنصيب ابنه توران شاه ولي عهد للسلطنة المصرية، وحلّفا الأمراء والعساكر.

إلا أن خبر وفاته وصل الصليبيين، الذين تحركوا بسرعة للسيطرة على القاهرة واستطاعوا اجتياز قناة اشموم، فعرض الأمير ركن الدين بيبرس على شجرة الدر، الحاكمة الفعلية لمصر في هذا الوقت، خطة وضعها يدخل فيها الفرسان الصليبيون المندفعون نحو المنصورة في مصيدة فوافقت شجر الدر على الخطة، واستطاعوا القضاء على الصليبيين ،إلا أن توران شاه لم يحفظ الجميل ومساعدة شجرة الدر له فحاول التخلص منها ومن أمراء المماليك إلا أنهم سبقوه وتخلصوا منه.

فأصبح لأمراء المماليك الكلمة الأولى في اختيار سلطاناً جديداً فاختاروا شجرة الدر، وما إن جلست شجرة الدر على العرش حتى قبضت على زمام الأمور وأحكمت إدارة شؤون البلاد، وكان أول عمل اهتمت به هو تصفية الوجود الصليبي في البلاد وإدارة مفاوضات معه انتهت بالاتفاق مع الملك لويس التاسع (القدّيس لويس، كما يسمّيه قومه)، الذي كان أسيرًا بالمنصورة، على تسليم دمياط وإخلاء سبيله وسبيل من معه من كبار الأسرى مقابل فدية كبيرة قدرها ثمانمائة ألف دينار، يدفع نصفها قبل رحيله والباقي بعد وصوله إلى عكا، مع تعهد منه بعدم العودة إلى سواحل البلاد الإسلامية مرة أخرى.

إلا أنه رغم مهاراتها وحزمها في إدارة شؤون البلاد لاقت معارضة كبيرة داخل البلاد وخارجها، وخرج المصريون في مظاهرات غاضبة تستنكر جلوس امرأة على عرش البلاد، وعارض العلماء ولاية المرأة الحكم وقاد المعارضة العز بن عبد السلام لمخالفة جلوسها على العرش للشرع.
فلم تجد شجرة الدر بداً إلا التنازل عن العرش وتسليم إيبك الحكم الذي انقلب عليها.

الحياة الشخصية:

تزوجت شجرة الدر من السلطان صالح أيوب وأنجبت ولد اسمه خليل، إلا أنه توفي صغيراً.

الوفاة:

أشاعت شجر الدرّ أن المعزّ لدين الله أيبك قد مات فجأة بالليل، لكن مماليك أيبك لم يصدقوها فقبضوا عليها وحملوها إلى امرأة عز الدين أيبك التي أمرت جواريها بقتلها بعد أيام قليلة، فقاموا بضربها بالقباقيب على رأسها وألقوا بها من فوق سور القلعة، ولم تدفن إلا بعد عدة أيام،وذلك بتاريخ 28أبريل عام 1257م.

الجوائز والتكريمات:

كرمت شجرة سينمائياً وتلفزيوناً، ونذكر هنا بعض الأعمال التي تناولت شخصيتها:

• الفيلم المصري “شجرة الدر” عام 1935 وهو من بطولة الممثلة آسيا داغر.
• المسلسل الإماراتي “شجرة الدر” عام 1979 وقامت بدورها الممثلة نضال الأشقر.
• الفيلم المصري “وإسلاماه” عام 1962 عن قصة حياة السلطان قطز، وهو من بطولة الفنان الراحل أحمد مظهر وقامت بدور شجر الدر الممثلة تحية كاريوكا في النسخة العربية والممثلة سيلفانا بامبانيني في النسخة الإيطالية.
• المسلسل المصري “على باب مصر” عام 2006 عن غزو التتار للعالم الإسلامي، وهو من بطولة يوسف شعبان ورغدة وقامت بدور شجر الدر الممثلة نهال عنبر.
• كذلك المسلسل السوري “الظاهر بيبرس” عام 2005 عن قصة حياة الملك الظاهر بيبرس، وهو من بطولة الفنان عابد فهد، وقامت بدور شجر الدر الممثلة سوزان نجم الدين.

المصادر:

• https://ar.wikipedia.org/
• https://www.aljazeera.net/
• https://streetstory.gov.eg/
• https://www.youm7.com/