كريستوفر نولان.. مخرج الروائع وأحد أشهر صناع السينما في هوليود

1970- /أمريكي- بريطاني

تتميز أعمال كريستفور نولان بأنها تجربة حسية كاملة فأفلامه لا تشاهدها فقط، وإنما يختبرها المشاهد بجميع حواسه

الولادة والنشأة:

ولد كريستوفر نولان في 30 تمّوز عام 1970 في لندن، المملكة المُتّحدة، والده إنكليزي واسمه بريندان جيمس نولان كان يعمل كاتب إعلاناتٍ في مَجال الدعاية، وأمه أمريكية اسمها كريستينا كانت تعمل مضيفة طيران.

قضى نولان طفولته متنقلاً بين مدينتي شيكاغو ولندن، في  البداية كان نولان يهتم بعلم النبات، لكن بعد أن اكتشف كاميرا والده، بدأ اللعب والتصوير بألعابه في سن السابعة.

راوده حلم الإخراج منذ الصغر، وفي سن السابعة بدأ بإخراج الأفلام باستخدام كاميرا والده، وفي سن المراهقة أنتج أفلاماً قصيرة، ولا يحب استخدام الهواتف النقالة والحاسوب.

الدراسة:

درس نولان بكلية هايليبيري، وهي مدرسة مستقلة في هيرتفورد هيث في هيرتفوردشاير، إنجلترا.

أيضا درس الأدب الإنجليزي لفترة وجيزة في يونيفرسيتي كوليدج لندن.

الأعمال:

في سن العاشرة ظهرت لدى كريستوف نولان  نزعة كبيرة تجاه الفن، وكان طوال الوقت يردد “أريد صناعة الأفلام”.

وعندما بلغ  الحادية عشرة كان يتطلع إلى أن يكون مخرجًا محترفًا لذلك أبتكر خلال مرهقته أفلام قصيرة .

عندما كان طالباً في الجامعة انضم إلى جمعية السينما بكليته و من خلالها و بالتعاون مع “إيما توماس” (صديقته و زوجته المستقبلية)، عرضوا أفلام خلال العام الدراسي واستغلوا الأموال المكتسبة لإنتاج أفلام أخرى خلال فترة الصيف.

وفي عام 1993 وبعد حصوله على درجة البكالوريوس في الأدب الإنجليزي عمل كقارئ سيناريو و مشغل كاميرا و مدير فيديوهات الشركات و الأفلام الصناعية .

في عام 1995 بدأ ” كريستوفر نولان ” العمل في الفيلم القصير Larceny، وقد تم تصويره خلال عطلة نهاية الأسبوع بالأبيض و الأسود و بمعدات محدودة و فريق عمل صغير و بتمويل من “نولان” في عام 1996 ظهر الفيلم  في مهرجان كامبريدج السينمائي واعتبر أحد أفضل الأفلام القصيرة .

قام عام 1997 بدأ بتصوير فيلم قصير آخر و هو Doodlebug تدور أحداث الفيلم حول رجل يبدو أنه يطارد حشرة بحذائه .

وفي عام 1998  أنتج فيلم” Following ” وهو أول فيلم رئيسي قام بإخراجه ، كان عمل سينمائي تم تصويره بتقنية الأبيض والأسود وبميزانية صغيرة، ومن خلال هذا الفيلم أثبت نولان تميزه، يتحدث الفيلم عن كاتب مهووس بملاحقة الغرباء إلى أن ينساق في نهاية المطاف إلى عالم الجريمة.

في عام 2000 أنتج فيلم “momento” والذي يعتبر من روائع نولان، يتحدث الفيلم عن رجل مصاب بفقدان الذاكرة ويحاول الانتقام لمقتل زوجته، معتمداً في تذكره للأشياء على التقاط الصور الفورية وأخذ الكثير من الملاحظات

وقد ترشح الفيلم للفوز بجائزتي أوسكار عن فئة أفضل نص أصلي، وعن فئة أفضل مونتاج.

في عام 2002  أنتج فيلم “insomn” يتحدث الفيلم عن رجل يعمل محقق من دائرة شرطة لوس أنجلوس، يرسل مع زميله إلى ألاسكا للتحقيق في جريمة قتل شنيعة، بحق فتاة مراهقة.

وفي عام 2005 سطع نجم  نولان ووصل إلى العالمية بعد إخراجه لفيلم Batman Begins المقتبس عن كتابِ قصص مصورة تتحدث عن البطل الخارق “Batman”،

نجح هذا الفيلم في تحقيق  إيرادات مذهلة قدرت بحوالي 372 مليون دولار حول العالم.

في عام 2008 أخرج نولان الجزء الثاني من سلسلة أفلام Batman وحمل اسم “The Dark Knight” حقق نجاحاً كبيراً ووصل إلى رقم قياسي لأرباح خلال عطلة نهاية الأسبوع التي افتتح فيها بالولايات المتحدة الأمريكية وذلك بمبلغ 158 مليون دولار، وبذلك أصبح واحدًا من أكثرِ خمسة أفلام تحقيقاً للأرباح في أمريكا.

في عام 2010 أنتج نولان  فيلمه الشهير Inception والذي كتبه و قام بإنتاجه أيضا وقام النجم “ليوناردو دي كابريو”  بدور البطولة، حيث  جسد دور جاسوس يسرق الأسرار عبر تقنية تسمح له بدخول أحلام الناس و يقوم من خلال الفيلم بمحاولة تجاوز حدود التكنولوجيا من أجل زرع فكرة في رأس الحالم بمعاونة فريق معه.

وقد حصل الفيلم على استحسان النقاد و الجمهور ،و فاز بأربع جوائز أوسكار عن سحره الفني، وحقق الفيلم أكثر من 836 مليون دولار في جميع أنحاء العالم.

في عام 2012 قام  بإخراج الجزء الثالث من باتمان و هو نهضة فارس الظلام  The Dark Knight Rises في هذا الجزء قام بدور البطولة الممثل “آن هاثاواي” في دور كات وومان.

في البداية تردد نولان بشأن العودة إلى إخراج تلك السلسلة مجددا إلا أنه وافق في النهاية، وقد نجح الفيلم في تحقيق المركز الثالث عشر من إجمالي الأفلام التي كسرت حاجز المليار دولار .

في عام 2013 أعلن  نولان عن البدء بإنتاج وإخراج فيلم خيال علمي يحمل اسم  Interstellar وصدر الفيلم في 5 نوفمبر عام 2014.

في  عام 2015  أعلن عن إخراج فيلم حرب عالمية ثانية بعنوان Dunkirk، وهو من تأليفه، وتقع أحداث الفيلم عام 1940، وصدر الفيلم في عام 2017، وحاز عدة ترشيحات وجوائز، بما فيها جائزة أوسكار لأفضل مخرج.

في عام 2020 أصدر نولان آخر أفلامه وهو فيلم الجاسوسية  Tenet وقد استغرق سيناريو هذا الفيلم أكثر من 5 سنوات، ونوقشت أفكاره لأكثر من عقد، كما تم تأجيله 3 مرات بسبب جائحة كورونا.

حقق الفيلم 363 مليون دولار إيرادات في كل أنحاء العالم، مقابل ميزانية قدرها 200 مليون دولار.

بعدما أنتهى من هذا الفيلم عقد نولان اجتماع أعلن فيه أنه سيتم إنتاج فيلمًا  عن السيرة الذاتية لـ”روبرت أوبنهايمر” ودوره في تطوير القنبلة الذرية.

وتم الإعلان عن الفيلم في عام 2021 ، حيث تم تصويره بكاميرات آيماكس و65 ملم، وسيصدر في عام  2023.

-قدم كريستوف نولان عدة نصائح لمن يود تعلم كتابة السيناريو وهي:

• اعرف أين تتجه.
• ابحث عن نقاط قوتك
• اصنع حدودك الخاصة
• امنح أبطالك دوافع حقيقية

-من الأسباب التي أوصلت كريستوف نولان إلى الشهرة :

اختيار الممثلين :

فنجاح الفيلم مرهون بالمستوى الأدائي للمثل وقد كان كريستوفر نولان موفقاً باختياراته، بل أنه رأى ببعض نجوم هوليود ما لم يره غيره.

الخروج عن المألوف :

لا تخلو أفلام كريستوفر من التمرد ، فمن الصعب أن تجد فيلماً يحمل توقيع كريستوفر نولان ،يتشابه مع فيلم آخر تم تقديمه في السابق، فهو  ينظر للأشياء من زاوية مختلفة، ويرى أدق التفاصيل التي  لم يسبقه إليها أحد.

عمق القصة :

يلجأ كريستوفر نولان إلى الخدع السينمائية  التي باتت سمة العصر، كما هو حال كافة المخرجين تقريباً ،إلا أن نولان يتميز عن  مخرجي عصره، بأنه يجعل  الجمهور يغادر القاعات وهو منبهر  بالقصة وأسلوب التناول.

النهايات المحيرة :

كان للمشاهد الختامية في أفلام كريستوف نولان دوراً كبيراً في النجاح الذي حققه خلال فترة قصيرة ، فهي عادة ما تكون محيرة محتملة لكثير من التأويل.

لا غضاضة من الاقتباس :

لا يجد كريستوف نولان حرجاً في الاقتباس، فالاقتباس في عالم الفن من الأمور المشروعة، لكن بشرط الإشارة إلى صاحب العمل الأصلي وحفظ حقوقه الأدبية.

الحياة الشخصية:

تزوج كريستوفر من “إيما توماس” وهي زميلته في جامعة لندن \، التقى بها عندما كان طالباً بعمر 19 عامًا، وقد رزق الزوجان بأربعة أطفال ويعيشان في لوس أنجلوس، تعمل إيما منتجة تنفيذية لجميع أفلامه، وقد أسسا معًا شركة “سينكوبي” للإنتاج”.

لا يحب كولان التحدث عن خصوصياته وحياته الشخصية في المقابلات ،إلا أنه يشارك آراءه واهتماماته الاجتماعية والسياسية ويعبر عنها بكل حرية.

الجوائز والتكريم:

• في عام 1999 حاز جائِزةِ الفيلم الأسود والأبيض عن فلمه الأول”تتبع “في مَهرجان سلام دانس السينمائي.
• في 2001 خلال مهرجان صاندانس السينمائي فازَ الإخوان كريستوفر وجوناثان بجائِزة والدواسات عن كتابتهم لفيلم تذكار.
• جائِزة سوني بونو فيجنري خلال مهرجان بالم سبرينجز السينمائي.
• في عام 2006 حصل على الزمالة الفخرية من كلية لندن الجامعية والتي تعطى للأفراد الذين حققوا نجاحاً مميزاً في مجال الفنون أو الأدب أو العلومِ أو الأعمالِ التجارية أو الحياة العامّة.
• في عام 2011 حصل على جائزة بريطانيا للتميز الفني من الأكاديمية البريطانية لفنون الفيلم والتلفزيون.
• في نفس العام حصل على  جائزة مودرن ماستر وهي أرفع جائزة يُقدّمها مهرجان سانتا باربرا السينمائي.
• في 2012 كان أصغر مخرج يكرم ويضع بصمته على المَسرح الصيني في لوس أنجلوس.
• في عام 2015 تم اختياره ليقدم الخطابَ الأول بجامعة برنستون.
• تم ترشيحه لنيل 3 جوائِزَ أوسكار و4 جوائِز غولدن غلوب لم يَنَل أيّاً منها، وفازَ بثلاثِ جوائز الروح المستقلة عن فيلمه تذكار.
• منحه الأمير ويليام القلادة الملكية البريطانية، وذلك لجهوده المبذولة في مجال صناعة الأفلام خلال السنوات الماضية، وذلك في مراسم خاصة جرت من أجل تسليم القلادة البريطانية، عام 2019.

الأقوال:

من أقوال كريستوفر نولان:

• “كلُّ ما أحبّه هو تصويرُ الأشياءِ ومن ثمّ تجميع تلك الصّور لأرويَ حكايةً”
• “تقتضي طريقتي بالتّعامل مع الممثّلين على التقديم لهم كلَّ ما يحتاجونه منّي. الإخراج بالنّسبة لي يقومُ على الاستماعِ والاستجابةِ وإدراكِ ما يحتاجونَ معرفتَه منّي إضافةً إلى ما تمكّنوا من معرفته بأنفسهم، حقّاً”
• “أحاولُ إلّا أضع ممثّلاً معيّناً في ذهني عندما أكتب وذلك لأنّ ما كتبته سيكونُ مُتأثّراً بآخر عملٍ قدّموه أو بما تفضله لهم من أعمالٍ”
• “العملُ الوحيدُ الذي استحوذَ على اهتمامي إلى جانب صناعة الأفلام هو فنّ العمارةِ”

قال الناقد توم شون متحدثاً عن كريستوفر نولان :

• “إن أفلامه تقدم نوعاً مختلفاً من الإثارة، وهو الإثارة المعرفية، فأفلام كريستوفر نولان تتناول موضوعات قلما ما تطرح، ويجد متعة في ثبر أغوار النفس البشرية والغوص بقلب أعماقها، وتناول موضوعات الوجودية والأخلاقيات وبناء الهوية وطبيعة الزمن”

أيضاً يقول توم شون واصفاً أفلام نولان بأنها :

• “أفلام إثارة معرفية أبطالها تسيطر عليهم الرغبة في الحصول على اجابات حاسمة، وعليهم تجاوز بيئات مُحيرة حيث تكون الإجابات دائماً بعيدة عن متناولهم.”

قال روجر دورلينغ المُدير التنفيذي لمهرجان سانتا باربرا السينمائي :

• “كُلَّ أفلام نولان تَضَعُ معياراً جديداً لمُجتَمَعِ السينما، وأكبرُ مِثالٍ هُنا هو زرع الأفكار.”

المصادر:

• https://www.arageek.com
• https://www-aljazeera-net
• https://www-alqiyady-com
• https://www-enabbaladi-net
• https://www.millionma3loma.com
• https://www-limaza-com
• https://www.behindzscene.net