فرناندل.. “تاجر السعادة”، الممثل الذي أضحك فرنسا بأكملها

1903- 1971/ فرنسي

كان بلا شك ملك شباك التذاكر. لماذا كان مدينًا بهذا النجاح المذهل؟ لمزاحه، وتعبيرات وجهه التي لا لبس فيها، وابتسامته الودية، ولهجته الخافتة، ولكن أيضًا لاسمه  ” فرناندل”.

الولادة والنشأة:

ولد فرناند جوزيف ديزيريه كونتاندين والشهير باسم فرناندل بتاريخ 8 مايو عام 1903 في 72 شارع شاف في مرسيليا الفرنسية.

والداه هما ديزيريه بدوي ودينيس كونتاندين، ونشأ في بيروسا الأرجنتين، وهي بلدة تقع في مقاطعة تورينو، إيطاليا. كان والده يعمل محاسبًا، ولكنه كان أيضًا ممثلًا ومغنيًا في بعض الأحيان، وأمه كانت أيضًا ممثلة هاوية.

الدراسة:

درس فرناندل وتخرج من الميوزك هول.

الأعمال:

بعد مسيرة مهنية قصيرة في مجال الخدمات المصرفية، أصبح فرناندل مغنيًا في قاعة الموسيقى في نيس بفرنسا، وقام بجولة في عرض فودفيل، وكان ممثلًا كوميديًا إيمائيًا في مسرحيات قاعة الموسيقى الباريسية.

لاحقاً أدى ظهوره في فيلم ” أبيض وأسود” Le Blanc et le noir عام 1930، إلى بدء مسيرته الفنية في مجال السينما.

كما ظهر في الأفلام الإيطالية والأمريكية. أول فيلم سينمائي له في هوليوود كان عام 1956 بعنوان ” حول العالم في 80 يومًا” حيث لعب دور مدرب ديڤيد نيفن. وقد أدى أدائه الشعبي في هذا الفيلم إلى بطولته مع بوب هوب وأنيتا إيكبرج في الكوميديا عطلة باريسية 1958 عام .

أما الشخصية التي جعلته مشهوراً بين الناس فهي شخصية ” دون كاميلو”، وهي شخصية خيالية، لكاهن قرية إيطالي مشاكس، شكلت مواجهاته مع خصمه المحارب بنفس القدر، العمدة الشيوعي المحلي بيبوني، الأساس لسلسلة من القصص القصيرة الشعبية والمضحكة للمؤلف الإيطالي جيوفاني جواريشي. وقد ظهرت الشخصية أيضًا في سلسلة من الأفلام الناجحة باللغة الفرنسية (في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي) من بطولة فرناندل.

واشتهر بكونه كوميدي مبدع قبل وبعد الحرب العالمية الثانية، وصار الكثير من أفلامه من الكلاسيكيات، مثل الشبونتز Le Schpountz سنة 1938، والنزل الأحمر L’Auberge rouge سنة 1951، و علي بابا والأربعين حرامي، والذي شاركته بطولة الراقصة المصرية ” سامية جمال“، والطبخ بالزبدة La Cuisine au beurre.

كما نجح في أداء الأدوار الدرامية، لا سيما في نايس Naïs و البقرة والسجين La Vache et le Prisonnier عام 1959، و سعيد هو من يشبه يوليسيس Heureux qui comme Ulysse.
وكذلك أخرج فرناندل أيضًا أو شارك في إنتاج العديد من أفلامه الخاصة.
وفرناندل مغني مشهور أيضاً، وقد ترك إرثاً غنائياً ثرياً، وكلاسيكيات مثل فيليسي أيضاً Félicie aussi» و اغناطيوس Ignace والتانغو الكورسيكي Le Tango corse. وقد عرف بصوته الذي سماه “فم الحصان gueule de cheval”.

ومن أفلامه المهمة نذكر:

ابنة بئر الحفار عام (1940)،  عالم دون كاميلو الصغير Le Petit Monde de Don Camillo عام 1952، وهو أول فيلم من سلسلة من الأفلام عن الكاهن سريع الغضب، الخروف ذو الخمس أرجل عام 1954، ورحلة الأب عام 1966.

وبالإضافة لكونه ممثل بارع كان فرنانديل رجل أعمال ماهر، حيث أسس شركة إنتاج خاصة به مع جان غابين، وهو أحد أكبر نجوم السينما في فرنسا، وقد دفعت الأموال التي جمعها أحد شركائه إلى التعليق قائلاً: “في سوق الأوراق المالية، هناك ثلاثة أشياء مؤكدة، لو كرو. سوت (الصلب) وبيتشيني (المواد الكيميائية والألمنيوم) وفرناندل.

الحياة الشخصية:

في عام 1925، وعن عمر يناهز 22 عامًا، تزوج فرناند كونتاندين من أخت صديقه الشاعر الغنائي جان مانس، هنرييت فيليسي مانس، التي ألهمته لكتابة أغنية “Félicie aussi”. ولم يتركها أبدًا حتى وفاتها وأنجب منها ثلاثة أطفال. وكان شديد الاهتمام بزوجته لدرجة أن حماته أشارت إليه بشكل مسلي باسم فرناند ديلي (“فرناند ديلي”). وكان لديه ابنتان، جوزيت (1926) وجانين (1930)، وابنه فرانك (1935). والذي أصبح ممثلاً ومغنيًا. وقد مثل فرانك إلى جانب والده في فيلمين، فيلم L’Âge ingrat للمخرج جيل جرانجي وفيلم En avant la musique للمخرج جورج بيانكي.

والملفت في فرناندل أن الصحف الشعبية، المولعة بالفضائح المحيطة بالمشاهير، لم تستطع تكشف عن أي شيء في حياة فرناندل الخاصة. لدرجة أن أحدهم أطلق عليها ذات يوم، في لفتة استهزاء بالنفس، اسم “امرأة فرناندل الخفية”، وقال إن المرأة هي ملكه ولم يطرحها أبدًا. في إحدى المقابلات الأخيرة، يشهد جان غابين على أخلاق فرناندل في جميع المجالات، سواء في الصداقة أو في مجال الأعمال التجارية.

الوفاة:

توفي فرناندل بتاريخ 26فبراير عام 1971بسبب سرطان الرئة ودفن في مقبرة مونبارناس ،باريس ،فرنسا. وقد أغرقت وفاة فرناندل في 26 فبراير/شباط 1971 فرنسا في حزن وطني شارك فيه الجميع.

الجوائز والتكريمات:

كرم فرناندل ونال عدة جوائز لعل أبرزها:

• وسام جوقة الشرف الفرنسي.
• كما دعاه الجنرال ديغول المتقشف، عندما كان رئيسًا، لتناول طعام الغداء في قصر الإليزيه.

الأقوال:

قال الكاتب مارسيل باجنول، تكريما له:

• “لقد كان واحداً من أعظم وأشهر الممثلين في عصرنا ولا يسعنا إلا أن نقارنه بتشارلي شابلن”.

اكتسب شعبية دولية لدرجة أن الجنرال ديغول أعلن، خلال حفل استقبال في الإليزيه في 3 مايو 1968:

• ” أنه الفرنسي الوحيد الذي هو أكثر شهرة منه” في العالم.”

المصادر:

• https://www.almasryalyoum.com/
• https://en.wikipedia.org/
• https://www.imdb.com/
• https://www.vanityfair.fr/
• https://www.britannica.com/
• https://gw.geneanet.org/