أكيو موريتا.. مؤسس شركة سوني اليابانية

1921- 1999/ياباني

أشهر رجل أعمال ياباني ،اتخذ من الابتكار والابداع الطريق للنجاح، جعل جملة ’صنع في اليابان‘ مرادفا للجودة العالية

الولادة والنشأة :

ولد أكيو موريتا في  26  يناير 1921 في توكونامه ، وهو ينحدر من عائلة ثرية توارثت العمل في مجال إنتاج الساكه والميسو وصلصة الصويا في شبه جزيرة تشيتا على مدار أربعة قرون.

وكان من المتوقع أن يستمر موريتا في متابعة خطى العائلة ليعمل في نفس مجالهم، حيث كان والده يعده لتولي أعمال العائلة ويصطحبه لحضور الاجتماعات الدورية.

الدراسة:

درس موريتا في جامعة أوساكا ليصبح فيزيائياً، وعمل كضابط في البحرية اليابانية خلال الحرب العالمية الثانية، وتعرف على شريكه ماسارو إيبوكا في لجنة الأبحاث الحربية اليابانية.

الأعمال:

استطاع موريتا بفضل دقة ملاحظته أن يمتلك خبرات إدارية مميزة في سن مبكر وذلك بعد  تخصصه في الفيزياء و الرياضيات التي عرف عنه نبوغه و عشقه لهما خاصة  و أنه كان ماهرا مع الالات حيث اشتهر بقدرته على تفكيك و اعادة تجميع أجزاء جهاز الفونغراف، وبعد أن اتخذ  قراره بألا يعمل في تجارة العائلة، انتقل  للعمل في مجال تقنيات تسجيل الصوتيات عالية الجودة.

لكن اضطر آكيو لايقاف حلمه قليلا اذ أن الحرب العالمية الثانية كانت مستعرة فانخرط أكيو في البحرية اليابانية عام 1944 .

وفي لجنة الأبحاث الحربية اليابانية تعرف على صديقه و شريكه المستقبلي ماسارو إيبوكا مهندس الإلكترونيات.

وبعد انتهاء الحرب انضم آكيو لمعهد طوكيو للتقنية حيث عمل كأستاذ و في هذا الوقت كان ماسارو إيبوكا بأسس مشروعه التجاري  معهد طوكيو لأبحاث الاتصالات حيث انضم له آكيو للعمل بوقت جزئي.

وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية و حادثتي هيروشيما وناكازاكي،كانت اليابان مدمرة بالكامل ماديا و معنويا فالبنى التحتية متهالكة.

و مختلف قطاعات الاقتصاد تعاني و الأعمال التجارية و المصانع تغلق أبوابها حتى الغذاء كان شحيحا.

فرثى آكيو موريتا حال بلاده ولكنه ظل يؤمن بها و بعودة العملاق الياباني لمكانه البارز فأراد أن يكون جزئا من هذه العودة الكبيرة و كان له مراده.

وتحديدا  في 7 مايو 1946 أسس مع شريكه ماساور شركة طوكيو التقنية للاتصالات عن بعد (Tokyo Tsushin Kogyo Kabushiki Kaisha) والتي تحولت فيما بعد ليصبح اسمها سوني.

وبدأت الشركة بمبلغ بسيط قدره 500 دولار أمريكي مقترض من عائلة موريتا واتخذت الشركة من متجر مهجور دمرته القنابل مقرا لها، وكان الهدف تصنيع منتجات إلكترونية عالية الجودة، لجعل جملة ’صنع في اليابان‘ مرادفا للجودة العالية، بقوام 20 موظفاً.

كانت أوائل المنتجات هي المكبرات الصوتية وأجهزة الاتصالات، والتي ذهبت إلى بريد وإذاعة اليابان.

وفي عام 1949، طوّر الاثنان شريط تسجيل مغناطيسياً، وبعدها بعام بيع المسجل لأول مرة في اليابان، ثم قاما باختراع جهاز «ووكمان» عام 1957.

وفي عام 1958 قرر الاثنان تغيير اسم الشركة إلى اسم أسهل في النطق لغير الناطقين باللغة اليابانية، بحيث يكون مميزاً وسهل التذكر.

وجاء سبب اختيارهما لـ «سوني»، أن كلمة Sonus تعني الصوت باللاتينية، وSonny-boy تعني في اللغة اليابانية العامية الفتى الهاوي للإلكترونيات والصوتيات.

وكان لموريتا فكره الخاص في عالم التجارة منذ بدايته مع شركة سوني، حتى أصبحت «سوني» أول شركة يابانية تطرح أسهمها في بورصة نيويورك، وساعدت هذه الخطوة في رفع رأسمال الشركة ليس فقط في اليابان بل في العالم أجمع.

كما كانت لموريتا سياسته الخاصة في توجيهات الشركة، وهي إعطاء الأولويات للابتكارات والإبداعات المستمرة، وكذلك تحفيز الموظفين على إبداء ما لديهم من أفكار جديدة وابتكارات وإبداعات.

وفي عام 1960، بدأ تأسيس الفرع الأمريكي من شركة سوني، وبعدها بعام كانت سوني أمريكا أول شركة يابانية تدرج في بورصة نيويورك للأوراق المالية.

وفي عام 1963، انتقل موريتا مع عائلته إلى مدينة نيويورك ليدير بنفسه قنوات البيع والتوزيع، وفي عام 1965 قدمت سوني أول مسجل فيديو منزلي بسعر في متناول المستهلكين.

ثم أتبعته سوني بعدها بعام بمسجل الفيديو الملون، وبعدها في عام 1967 بأول شريط فيديو من اختراعها لمشغلات الفيديو، وبعدها بعام بأول كاميرا ومشغل فيديو محمول يعمل على بطارية.

ويذكر ان موريتا قام باصدار كتاباً بعنوان «أشياء لا تتعلمها في المدرسة» في عام 1966، وفي عام 1976 تولى منصب رئيس مجلس إدارة شركة سوني، وعمل أيضاً نائباً لرئيس اتحاد المجموعة الاقتصادية اليابانية «كيدين رين» عام 1986.

وفي مطلع حقبة التسعينيات من القرن العشرين، اشتهر اسم موريتا بسبب مشاركته في تأليف الكتاب المسبب لكثير من الجدل: “اليابان التي تستطيع أن تقول لا ” وذلك بمشاركة مع السياسي الياباني شينتارو إيشيهارا، حيث اشتركا معاً في انتقاد الطريقة الأمريكية لإدارة الأعمال، وفي المقابل حضا اليابان على أن تكون أكثر استقلالية فيما يتعلق بدورها في علاقاتها الخارجية وطريقتها في إدارة الأعمال.

وفي 25 نوفمبر 1994 أعلن مورينا استقالته من رئاسة مجلس إدارة شركة سوني، بعدما عانى من جلطة في المخ أثناء لعبه التنس.

وشغل  خليفته ” نوريو أوجا ” منصبه والذي كان قد التحق بشركة سوني بعدما أرسل لهم خطاباً يشكو فيه من انخفاض جودة وكفاءة مسجلات الأشرطة التي تنتجها سوني.

كما ألف موريتا في فترة الستينات كتاباً اطلق عليه اسم ” لا تهتم بالعلامات المدرسية”، ركز فيه على أن العلامات المدرسية ليست هامة لنجاح الفرد ولا تؤثر على قدرته على النجاح في عمله الخاص.

الحياة الشخصية :

في عام 1950، تزوج موريتا من “أكيو يوشيكو موريتا ” وأنجب منها  3 أبناء هم هيديو موريتا، ماساو موريتا، ناوكو اوكاد، وأصر على تعليمهم في مدارس دولية، وهو ما يخالف التقاليد اليابانية التي تحافظ على تعلم الأبناء في مدارس محلية، لكنه أراد لهم تعلم اللغات والعلوم المختلفة.

الوفاة:

أصيب موريتا في عام 1994 بنزيف دماغي بينما كان يلعب كرة المضرب فأعلن استقالته من منصب رئيس «سوني»، وبعدها بخمس سنوات توفي موريتا في عام 1999 عن عمر يناهز ال 78 عاماً.

الجوائز والتكريم:

• في عام 1982، نال موريتا ميدالية ألبرت من مجمع الفنون الملكي في إنجلترا، كما أنه كان أول ياباني ينال وسام جوقة الشرف من رتبة قائد وكان ذلك عام   (1998)
• كما حصل على صليب القديس جرجس عام  (1996)
• ونال أيضا وسام الصليب الأكبر للاستحقاق المدني  عام   (1990)
• وحصل موريتا على جائزة مديرية إيمي العالمية
• كما أنه نال  الوشاح الأكبر لرهبانية الشمس المشرقة

الأقوال:

• “لا تخافوا من ارتكاب خطأ. لكن تأكد من عدم ارتكاب نفس الخطأ مرتين”
• “سنحاول تهيئة الظروف التي يمكن للناس أن يلتقيوا فيها بروح العمل الجماعي ، وممارسة الرياضة من أجل رغبة قلبك هي قدرتك التكنولوجية”.
• “الفضول هو مفتاح الإبداع”.
• “لا يوجد عنصر سري أو صيغة سرية مسؤولة عن نجاح أفضل الشركات اليابانية”.
• “ما تعلمته في الصناعة في التعامل مع الناس هو أن الناس لا يعملون فقط من أجل المال وأنك إذا كنت تحاول التحفيز ، فإن المال ليس هو الأداة الأكثر فعالية”.
• “المستثمرون والموظفون في نفس الموقف ، ولكن في بعض الأحيان يكون الموظف أكثر أهمية ، لأنه سيكون هناك لفترة طويلة ، بينما يأتي المستثمر عادة ويذهب كما يشاء لتحقيق ربح”.
• “لن تحقق الشركة شيئًا إذا تُرك كل التفكير للإدارة”.
• “الشيء المهم ، في رأيي ، ليس إلقاء اللوم على شخص ما لخطأ ما ، ولكن لمعرفة سبب الخطأ”.
• “بمجرد أن يكون لديك فريق من الأشخاص الجاهزين والأذكياء والحيويين ، فإن الخطوة التالية هي تحفيزهم على الإبداع”.
• “نتعلم جميعًا عن طريق التقليد مثل الأطفال ، مثل الطلاب ، مثل المبتدئين في عالم الأعمال. ثم ننمو ونتعلم كيف نجمع قدراتنا الفطرية مع المعايير أو المبادئ التي تعلمناها”.

المصادر :

https://ae.linkedin.com/

https://ar.wikipedia.org/

https://www.alkhaleej.ae/

https://www.economy-today.com/

https://www.alqiyady.com/