سرجون الأكدي.. أول من فصل الدين عن الدولة

2334-2284 ق.م عراقي

ينظر إليه الأدب الاشوري بأنه شخصية اسطورية عظيمة قل مثيلها

الولادة والنشأة:

ولد سرجون الاول عام 2300 ق.م وعد سرجون الأكدي ابن غير شرعي لكاهنة كبيرة  كما ذكرت الرقم الآشورية , ولدته سراً وبعد أن ولد احضرت سلة ووضعته في نهر الفرات, وعثر عليه من قبل  آكي الذي كان يعمل في البستنة  فقام  بتربيته وتعليمه البستنة،  وكان يدعى لازيوم من أزوبيرانو وكان سرجون لا يعرف من والده الحقيقي

معنى اسمه” سرجون الأكدي ” (بالأكدية شارّو كِن”، بمعنى الملك الأسد)

الأعمال

بعد أن عمل سرجون الأكدي ساقيًا للملك، انقلب عليه، واستولى على الحكم منه، وهو في عمر 34 عامًا. وذلك في العام 2334 قبل الميلاد، وهناك بعض النقوش السومرية التي تؤكد فكرة أن سرجون الاكدي قام بالقبض الملك أور بابا، وقام بوضعه أمام ما يعرف بـ الإلهة إنانا.

لقب سرجون الأكدي بسرجون الكبير أو ساروكان، وهو مؤسس الإمبراطورية الأكدية التي حكمت بلاد ما بين النهرين، وعرفت سلالته بالسلالة السرجونية،  كانت  إمبراطورتيه الأكدية تبدأ من عيلام إلى البحر المتوسط، وشملت  بلاد ما بين النهرين والأناضول. حكم سرجون الأكدي بين 2334 إلى 2279 قبل الميلاد، حكمت سلالته الإمبراطورية الأكدية ما يقارب  قرن من الزمان في الألفية الثالثة قبل الميلاد. حتى تمت إزاحته من قبل سلالة جوتيان.

توسع  سرجون بإمبراطورتيه بعد قيامه بغزو السومرية ما بين القرن الثالث والعشرين والرابع والعشرين قبل الميلاد, وحسب الأسطورة  السومرية جهزّ لوغال زاجي سي جيش لغزو المدن السومرية, وقرر التوجه إلى مدينة كيش. عندما علم ملك كيش أور زابابا بذلك شعر بالخوف ولسبب غامض فقد ثقته بسرجون وقرر إرساله مع رسالة إلى ملك أورك لوغال زاجي سي، وفي الرسالة يطلب من الملك قتل سرجون. إلا أن لوغال زاجي سي لم ينصت لأور زابابا وبدلاً من ذلك ضمن سرجون إلى جانبه لغزو مدينة كيش، التي هرب منها أور زابابا، ولأسباب غامضة نزع خلاف بين سرجون وأور لوغال زاجي سي، واندلعت حرب بينهما انتصر فيها سرجون وانتصر على ملك مدينة أورك، بعد ذلك أعلن سرجون نفسه ملكاً على كيش.

حسب النقش البابيلي القديم فإن سرجون أعلن نفسه ملك أكاد والمشرف على إنانا وملك كيش و  وملك الأرض (بلاد الرافدين) وحاكم (إينسي) لإنليل.

لا يوجد شيء يدل على أنه بنى مدينة أكاد على ضفاف نهر الفرات, أو أنه أعاد بنائها، فهي كانت عاصمة الإمبراطورية الأكدية وقوة سياسية فاعلة في بلاد ما بين النهرين لمدة قرن ونصف.

واكمل حروبه وسيطر على  كيش, وغزا أور ونيمار وسيطر على الأراضي العليا لما بين النهرين والشام بما فيها إيبلا ودارميتي وماري، ووصل بغزوه لسوريا وبلاد كنعان أربع مرات وجمع الجزية من عيلام وماري, ووصل  بفتوحاته للبحر المتوسط والخليج الفارسي وقد حقق الانتصار في 34 معركة.

تمكن سرجون من  بناء أسطول في البحر الأبيض المتوسط , وتوجه بعدها  نحو جزيرة قبرص “كريت”.

بعد توحيد ولايتي أكاد وسومر صعدت قوتهما السياسية وازدهرتا اقتصادياً، وتميّزت فترة حكمه بتطور التجارة وازدهارها التي امتدت من أرز لبنان إلى مناجم الفضة والنحاس في الأناضول، وحققت  تجارته النجاح ووصلت سفنه إلى أماكن بعيدة بما في ذلك الهند، كما رست السفن في موانئ أكاد من ماجان وملوحها ودلمون.

وكما تروى حكاية بلاد ما بين النهرين الملحمية حملته ضد الملك نور دغال ومدينة بوروشندا في مرتفعات الأناضول سعياً لحماية تجارته.

وفقاً لبعض النصوص التاريخية القديمة أعاد سرجون بناء مدينة بابل، وعمل على توحيد اللغة الشرق سامية التي تم تكيفها مع نظام الكتابة المسمارية التي كانت تستخدم في وقت سابق باللغة السومرية غير السامية، وأصبحت اللغة الأكدية هي أقدم لغة سامية قديمة.

حكم سرجون  حوالي 56 عام واستطاع في آواخر  سنوات حكمه منع جميع الثورات التي نشبت في أراضي مملكته، وقمعها وحقق النصر عام 2279 على جيش الملك أوان, وتسلم ابنه ريموش  من بعده, وبعد وفاة ريموش  تسلم أخوه مانيشتوشو  الذي حكم حوالي 15 عام. استمر حكم ملوك السلالة السرجونية حتى نهاية الألفية الثالثة قبل الميلاد حتى تم طردهم من قبل جوتيان.

كان ملوك بلاد ما بين النهرين يعتبرون سرجون نموذجاً لهم، فاعتبر الحكام الآشوريون والبابليون أنفسهم ورثةً لمملكته، برز من ورثته اسم نارام سين وهو حفيد سرجون لابنه مانيشتوشو وذلك كونه أول ملك يدعي الألوهية وسمى نفسه الإله أكاد، كما حصل على لقب ملك أكاد الأرباع الأربعة أي “ملك الكون”

الحياة الشخصية

تزوج سرجون من  تاشولتوم هي وقد أنجبت أولاده وهم ريموش وإلابايس تكال ومانشتوشو وإنهيدوانا وشو إنليل. وكانت ابنته إنهيدوانا كاهنة الآلهة إنانا في مدينة أور السومرية، وقد عرفت  أنهيدوانا بموهبتها الأدبية ومن اهم تراتيلها تراتيل المعبد السومري.

الوفاة

توفي سرجون الأكدي في 2284 ق. م

الأقوال

حملتني والدتي الكاهنة الكبرى سراً.

كانت أمي كاهنة كبرى، والدي لم أعرفه، أحب اخوة أبي التلال، مدينتي هي أزوبيانو، التي تقع على ضفاف نهر الفرات.

بينما كنت بستاني منحتني عشتار حبها.

المصادر:

بابل.. قصة مملكة من النهوض حتى الاندثار, https://ar.wikipedia.org, صفحة بابل بوابة الآلهة على الفيس بوك,  الموسوعة الكتالونية الكبرى, سرجون الأكدي – أول إمبراطور في العالم, د. فوزي رشيد