دحية الكلبي.. الصحابي الذي قيل أن جبريل (ع) أتى رسول (ص) على هيئته

~30ق- ه‍- 50ه‍/ سعودي

من السابقين للإسلام شهد أحد وما بعدها، أرسله رسول الله مرتين إلى قيصر الروم يدعوهم للإسلام، وهو من كبار الصحابة الذين شهدوا فتوح الشام، وتولى إمارة تدمر.

الولادة والنشأة:

ولد دحية بن خليفة بن فروة بن فضالة بن زيد بن امرئ القيس بن الخزرج والمعروف باسم دحية الكلبي نحو سنة 30ق .ه‍ في دومة الجندل بشبه الجزيرة العربية. وكان أحسن الناس صورة وجمالاً وجلالاً.

الأعمال:

إسلام دحية:

سمع دحية الكلبي وهو في دومة الجندل بأمر ودعوة النبي محمد (ص) بمكة، فسار إليه، وأسلم، ثم عاد إلى منطقته ببلاد كلب يدعو إلى دين التوحيد فدعا بنو علیم بن جناب، وبنو زهیر بن جناب، وبنو عدي بن جناب، فاستجاب لدحية بنو عليم وبنو زهیر بن جناب، وكان رئيسهم: حارثة بن قطن الكلبي، وابنه قطن بن حارثة الكلبي، في أول من أسلم مع قومهما.

ثم وفد حارثة وابنه قطن إلى رسول الله ( ص) بالمدينة المنورة، فكتب رسول الله كتاب عهد لحارثة بن قطن وطوائف كلب بدومة الجندل. وقد شهد على الكتاب دحية بن خليفة الكلبي.

كان دحية الكلبي من السابقين الأولين إلى الإسلام، ثم هاجر إلى المدينة المنورة وأخذ مكانه في الصفوف الأولى بين أصحاب رسول الله منذ أوائل السنة 3 للهجرة. ومع أنه لم يشهد بدراً التي كانت بالسنة الثانية للهجرة إلا أنه شهد أحد وما بعدها.

دحية رسول الله إلى هرقل:

بعثه الرسول محمد (ص) إلى قيصر الروم هرقل مرتين، الأولى في السنة 7 للهجرة والثانية في السنة 9 للهجرة. وفي بلاط القيصر في حمص وقف دحية بين يدي هرقل في  يقرأ – بثبات – الرسالة النبوية التي حمله إياها رسول الله (ص).

وفيما يلي نصها الذي ورد في صحيح البخاري:

” بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم. سلام على من اتبع الهدی. أما بعد: فإني أدعوك بدعاية الإسلام. أسلم تسلم وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين وإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين ويا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون. فلما فرغ من قراءة الكتاب ارتفعت الأصوات عنده وكثر اللغط وأمر بنا فأخرجنا”.

أما الرسالة الثانية فكان نصها كما يلي:

” من محمد رسول الله إلى صاحب الروم: إني أدعوك إلى الإسلام، فإن أسلمت فلك ما للمسلمين وعليك ما عليهم، فإن لم تدخل في الإسلام فأعط الجزية، فإن الله تبارك وتعالى يقول: “قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون”. وإلا فلا تحل بين الفلاحين وبين الإسلام أن يدخلوا فيه أو يعطوا الجزية”.

كما بعثه رسول الله محمد (ص) دحية على رأس سرية إلى حسمى في جمادى الآخرة من السنة السابعة الهجرية.

وكذلك كان دحية الكلبي من كبار الصحابة الذين شهدوا فتوح الشام، وخاضوا معارك طاحنة ضد الرومان منذ انطلاق الجيوش العربية الإسلامية إلى الشام في صفر 13 هـ. كما شهد دحية الكلبي معركة اليرموك وكان على رأس ألف مقاتل جلهم من فرسان قبيلة كلب.

روايته للأحاديث:

حدث عنه كل من: منصور بن سعيد الكلبي، ومحمد بن كعب القرظي، وعبد الله بن شداد بن الهاد، وعامر الشعبي، وخالد بن يزيد بن معاوية، وغيرهم .

الحياة الشخصية:

تزوج دحية الكلبي من درة بنت أبي لهب.  بعد وفاة زوجها الحارث بن عامر بن نوفل.

الوفاة:

بقي دحية بن خليفة الكلبي ساكناً بدمشق حتى أن بلغ من الكبر عتياً، وتوفي سنة 50هـ/661م؛ ودفن في المزة، وقبره معروف فيها إلى اليوم.

الجوائز والتكريمات:

• لدحية الكلبي مقام في دمشق، تأمه الناس للتنفع من بركته.
• سميت باسمه مساجد ومدارس كثيرة في العديد من الدول العربية.

الأقوال:

قال عنه ابن قتيبة:

• ” كان دحية إذا قدم المدينة، لم تبق معصر إلا خرجت تنظر إليه”.

وعلق الذهبي قائلًا:

• ” ولا ريب أن دحية كان أجمل الصحابة الموجودين بالمدينة”.

وقال عنه ابن كثير:

• ” دحية بن خليفة الكلبي: صحابي جليل، كان جميل الصورة … أسلم قديما ولكن لم يشهد بدراً، وشهد ما بعدها“.

المصادر:

• https://ar.wikipedia.org/
• https://islamqa.info/
• https://www.islamweb.net/
• https://arab-ency.com.sy/