السموأل.. شاعر جاهلي نبيل ضرب المثل بوفائه

أواخر القرن الخامس- 560م/ سعودي

امتازت أشعاره بالحكمة ومتانة السبك وقوة التعبير وقد صور في شعره واقع الإنسان في الفترة تصويراً لطيفاً محبباً يلامس المشاعر السامية والأخلاق الحميدية.

الولادة والنشأة:

ولد السموأل بن غريض بن عادياء بن رفاعة بن الحارث الأزدي في الحجاز في شبه الجزيرة العربية في أواخر القرن الخامس الميلادي ، كان من أهل تيماء حيث يوجد حصن له أسماه الأبلق ويتنقل بينه وبين خيبر.

أما والدته فكانت من الغساسنة من قبيلة الأزد.

الأعمال:

يعرف السموأل كأحد أشهر الشعراء في الجاهلية.
ومن أهم ما اشتهر به السموأل هو قصة وفائه مع الشاعر امرؤ القيس، حيث إنّ امرأ القيس جمع السلاح لينتقم لوالده فجمع بعض الأسلحة وتركها أمانةً عند السموأل. وبعد رحيل امرئ القيس أرسل ملك كِندة إلى السموأل يطلب منه إعطاءه الدروع فرفض بشكلٍ قاطعٍ وقال له أنّه لا يعيدها إلى لصاحبها.

وقد بقي الحارث بن شمر ملك كندة يكرر الطلب ويلح عليه والسموأل ثابت على موقفه الرافض وقال له: أغدر بذمتي، ولا أخون أمانتي ولا أترك الوفاء المفروض عليّ.
وبعد إصرار السموأل على الرفض قرر الملك أن يسير إليه جيشًا ويحاصر حصنه، وأثناء الحصار قبض الجيش على ابن السموأل وأسروه فقرر الملك أن يستخدمه للمساومة على الأسلحة وتهديد السموأل به، حتى مع وجود ولده كرهينة رفض السموأل تسليم الأسلحة للملك وكان يرد على تهديده بحياة ولده بـ: “ما كنت أخون عهدي وأبطل وفائي فاصنعوا ما شئتم”.

و انتهت القصة بقتل الملك لابن السموأل أمام والده وعودته من حيث أتى خالي الوفاض دون أن يتمكن من استعادة الأسلحة من السموأل الذي سلم الأمانة لاحقًا إلى ورثة امرئ القيس.

وأما وفاؤه فقد كان السبب في العديد من الأمثال الشعبية إلى يومنا هذا مثل «وعد الحر دين»، و”أوفى من السموأل”، وغيرها.

قال السموأل الكثير من الشعر البديع الذي يضعه في طبقة الفحول من شعراء العصر الجاهلي، ولكن غالبية هذا الشعر الحكيم ضاع، وقد طبع ديوان لما تبقى من شعره في أكثر من بلد عربي.
ومن أشهر مما بقي من شعر السموأل لاميته المشهورة:

إِذا المَرءُ لَم يُدنَس مِنَ اللُؤمِ                 عِرضُهُ فَكُلُّ رِداءٍ يَرتَديهِ جَميلُ
وَإِن هُوَ لَم يَحمِل عَلى النَفسِ             ضَيمَها فَلَيسَ إِلى حُسنِ الثَناءِ سَبيلُ
تُعَيِّرُنا أَنّا قَليلٌ عَديدُنا                         فَقُلتُ لَها إِنَّ الكِرامَ قَليلُ
وَما قَلَّ مَن كانَت بَقاياهُ مِثلَنا              شَبابٌ تَسامى لِلعُلى وَكُهولُ

الحياة الشخصية:

كان السموأل متزوجًا ويُعرف من أبنائه برة بنت السموأل. وغريض بن سموأل، وكان شاعرًا. وشريح بن سموأل، وهو المقصود بالقصيدة التي ارتجلها الأعشى مستجيرَا بشريح. ورفاعة بن سموأل القرضي.

الوفاة:

توفي السموأل في تيماء في الجزيرة العربية سنة 560 م.

الأقوال:

يقول السموأل:

• “وفيت بأدرع الكندي إني … إذا ما خان أقوام وفيت وأوصى عاديا يوما بأن لا … تهدم يا سموءل ما بنيت .
  إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه … فكل رداء يرتديه جميل وإن هو لم يحمل على النفس ضيمها … فليس إلى حسن الثناء سبيل .
• ” نلحم أبناء ذي الجدين إن غضبوا … أرماحنا، ثم تلقاهم، وتعتزل لا تقعدون، وقد أكلتها حطبا … تعوذ من شرها يومًا وتبتهل”.

يقول الأعشى:

• كُنْ كَالسَّمَوْءَلِ إِذْ طَافَ الْهُمَامُ بِهِ                فِي جَحْفَلٍ كَسَوَادِ اللَّيْلِ جَرَّارِ
• بِالأَبْلَقِ الْفَرْدِ مِنْ تَيْمَاءَ مَنْزِلُهُ                     حِصْنٌ حَصِينٌ وَجَارٌ غَيْرُ غَدَّارِ

المصادر:

• https://ar.wikipedia.org
• https://www.tuts-me.com
• https://ninetyn1ne.com/
• https://s.molhm.net
• https://sotor.com