حمورابي.. أنتج أحد أبرز وأقدم شريعة في التاريخ البشري والمعروفة باسمه

1750-1810 ق.م/ عراقي

اتبع سياسة مركزية تعتمد على سلطته دون أي تدخل من قبل الكهنة وكانت الإمبراطورية تدار من قبل الحكام الذين يعينهم في المدن والأقاليم المختلفة

الولادة والنشأة:

ولد حمورابي في 1810 ق.م في بابل، والده هو الملك “سين موبالات”، وتنحدر عائلته الحاكمة بالأساس من قبائل العموريين، وهي قبائل شبه بدوية من غرب سوريا.

أما كلمة حمورابي فتقسم إلى قسمين، الأول كلمة حمو وتعني في اللغة العمورية “عائلة”، بينما القسم الثاني كلمة رابي وتعني “عظيم” في اللغة الأكدية التي كانت اللغة اليومية في بابل.

الأعمال:

شارك حمورابي والده الملك “سين موبالات” الحكم وبعد وفاة والده تولَّى حمورابي العرش وذلك في سنة 1792ق.م

وبعد أن تولى الحكم عمل بدايةً على بناء الأسوار من أجل تحصين مدينته بابل من الأخطار الخارجية.

كما اهتم ببناء المعابد والقصور والمباني الفخمة وعمل على تطوير البنى الأساسية في بابل، وكذلك عمل على تطوير اللغة البابلية حيث وصلت في عهده إلى قمَّة تطورها، واهتم بتحسين مستوى المعيشة وتحقيق العدالة للشعب في بابل.

وفي نفس الوقت عمل حمورابي على توحيد بلاد الرافدين وأجزاءً كبيرة من بلاد الشام وصولاً إلى البحر المتوسط، فقد كانت أوضاع هذه المناطقة عند إستلامه الحكم مضطربة، حيث حاول كل حاكم فرض سيطرته على من حوله، فيجمع الأنصار، ويثبت حكمه بإحكام تبعية الملوك الصغار.

ومن ناحية أخرى أقام حمورابي تحالفاً مع دولة لارسا من أجل غزو دولة عيلام، حيث يضمن التحالف للطرفين أمن البلاد.

إلا أن دولة لارسا لم تبذل جهداً كافياً مع حمورابي خلال الحرب، بالإضافة إلى أنها لم تساعد في التجهيزات الحربية، لذلك قرر حمورابي فضّ التحالف مع دولة لارسا، ثم قام بغزوها وضمّها تحت حكمه.

وبدأ بعد ذلك بالتوسع في مناطق الشرق، وضم إلى مملكته كل من نيبور ولاغواش، بعد ذلك توجه شمالاً وغزت جيوشه مملكة أشنونة، ومملكة ماري، وتمكن أيضاً من ضمهما إلى مملكته.

ثم اتجه بعد ذلك إلى آشور التي كانت في ذلك الوقت تحكم من قبل إشمي داغان الأول، وبعد حرب استمرت فترة طويلة تمكن حمورابي من فرض سيطرته عليها.

ومع حلول عام 1755 قبل الميلاد، كان حمورابي قد سيطر  على أغلب بلاد ما بين النهرين.

الأعمال الداخلية:

ومع كل مشاغله الحربية كان حمورابي حريصاً على متابعة شؤون الأقاليم بنفسه ويتدخل فيها.

فقام بإلغاء منصب الإنسي (الحاكم المحلي) الذي لم يعد صالحاً في الدولة الكبيرة، وعين مكانه موظفاً كبيراً لإدارة الأقاليم والمدن الكبيرة، وهو يتبع توجيهات الملك ويستمد صلاحياته المحدودة منه.

كذلك قام بتغيير النظام الاقتصادي، فلم يعد القصر وحده من يمتلك مقدرات الدولة الاقتصادية ويتصرف بها، وإنما ظهرت الملكية الخاصة، وأصبح لها مكانة بارزة في المجتمع، وفي مجال ملكية الأرض وزراعتها، وفي الأعمال الحرة والخدمات.

وإلى جانب أعمال حمورابي التوسعة والعمرانية والإقتصادية، أيضاً أنتج أحد أبرز وأقدم القوانين في التاريخ البشري، المعروفة بشريعة حمورابي.

حيث أصدرها  في العام الرابع والثلاثين من حكمه، بعد أن استقرت الأحوال في كل البقاع التي دانت لحكمه، وصار من الضروري أن يكون هناك قوانين تكفل لأفراد المجتمع حقوقهم وتأمن حياة كل فرد وتحفظ أرواح الناس من النزاعات الفردية.

تشمل قوانين حمورابي على 282 قانوناً في كافّة جوانب الحياة، السياسية والاجتماعية والعسكرية، بل وضعت معايير التفاعلات التجارية وفرضت الغرامات والعقوبات لتلبية متطلبات العدالة.

توضح قوانين وسنن وعقوبات من يخترق القانون. وقد ركزت على السرقة، والزراعة (أو رعاية الأغنام)، وإتلاف الممتلكات، وحقوق المرأة، وحقوق الأطفال، وحقوق العبيد، والقتل، والموت، والإصابات.

وبالإصافة لذل تتضمن العديد من العقوبات القاسية، التي تصل أحياناً  إلى قطع لسان أو يد أو صدر أو عين أو أذن الطرف الجاني.

أيضا تُقدّم أقدم الأمثلة على اعتبار المتهم بريئاً حتى تثبت إدانته.

أما العقوبة فهي تختلف على حسب الطبقة التي ينحدر منها المنتهك لإحدى القوانين والضحية. ولا يقبل أي اعتذار أو توضيح  للأخطاء إذا ما وقعت.

تتكون شريعة حمورابي من:

المُقدمّة: وتتضمن أسباب كتابة شريعة حمورابي، حيث تمّ كتابتها على هيئة نمط شعري ديِّني، ويبيِّن مساعيه في نشر الخير والعدل بين أفراد المجتمع.

القانون: والّتي تتضمن على القوانين والأحكام المترتِّبة على كلّ من يُخالف هذه الشّريعة.

الخاتمة: يدعو حمورابي الآلهة أن تنتقم من كلّ من يعمل على عدم تطبيق النِّظام.

في السنة الأربعين من حكمه لم يواجه أي متاعب خارجية، وأهم عمل قام به في تلك السنة، هو حفر قناة ” تشت – إنليلا” في سيبار.

وبعد ذلك قام بإعادة بناء معبد ” إي – ميت – أورساج” كذلك  أعاد بناء برج فخم كان مكرساُ “لزجاجا وإشتار”

الحياة الشخصية:

تزوج حمورابي وله عدد من الأولاد أشهرهم “سمسو ايلونا” الذي حكم بعد والده.

الوفاة:

في عام 1750ق.م توفي الملك حمورابي عن عمر 60 عامًا تقريباً، وقد حكمَ بعدَه خمسة ملوك من سلالته،كان أولهم ولده سمسو.

الجوائز والتكريمات:

• تم تكريم حمورابي فوق كل الملوك الآخرين في الألفية الثانية قبل الميلاد ونال شرفًا فريدًا بإعلانه إلهًا في حياته.
• وفي العصر الحديث تم  إطلاق اسمه على الكثير من الأماكن، وصنعت له التماثيل.
• وبسبب سمعة كمُشرع للقَوانين، يمكن العثور على تصويره في العديد من المباني الحكومية في الولايات المتحدة، وفي عدة دول في العالم.

الأقوال:

• “أنا المَلك، الدعِامة التي تُمسك الظالمين، التي تَجمَع الناس بِعَقلاً واحد”.
• “أنا التنين العَظيم بينَ المُلوك، الذي يَرمي مَشورَتهم في حالة الفَوضى”.
• “وأنا الشَبكة المُمتدة على العَدو”.
• “أنا الشَبكة الكُبرى التي تُغطي النَوايا السَيئة”.
• “وأنا الأسد الشاب الذي يُمَزق الشِباك والنَترات”.
• “أنا شَبكة المَعركة التي تُمسك بمن يُسيء إليها”.
• “أنا حمورابي، مَلك العَدل”.

المصادر:

• https://www.ibelieveinsci.com
• https://arabicpost.net
• https://mawdoo3.com
• http://arab-ency.com
• https://m.marefa.org
• https://st-takla.org
• https://sotor.com
• https://ar.wikipedia.org