• حكيم-عليوان
  • الدكتور-محمد-مشالي
  • جاسيندا-أرديرن
  • أمين-الريحاني
  • سناء التكمجي
  • المعتصمم-بالله
  • هيجل
  • أبو-خليل-القباني
  • محمود-جعفر
  • سامي-الدروبي
  • عمر-بن-عبد-العزيز


حقائق سريعة

من مؤسسي ومنظري حزب البعث

ربط القومية العربية باللغة العربية


زكي الأرسوزي.. العبقرية العربية في لسانها

1968 سوري

اعتقد أنَّ الطريقة الوحيدة لإنشاء أمة عربية جديدة في العصر الحديث هي إعادة إنشاء رابط بين الشعب العربي في ماضيه وحاضره من خلال اللغة العربية التي تعتبر هي التراث الحقيقي الوحيد المتبقي للهوية العربية القديمة

 

الولادة والنشأة:

ولد زكي نجيب إبراهيم  الأرسوزي في عام 1899 لعائلة  من الطبقة المتوسطة  في اللاذقية على ساحل سوريا التي كانت تابعة وقتها للسلطنة العثمانية   كانت  والدته مريم تنتسب لعائلة دينية بارزة, بينما كان والده نجيب محامياً، وقد ألقي القبض على والده من قبل السلطات العثمانية عام 1915 بسبب أنشطته القومية، وقال زكي لاحقاً أنَّ هذه الحادثة هي التي وجهت اهتمامه نحو العمل السياسي.

سجن والده كان لفترة قصيرة على كل حال، وأرسلت العائلة لاحقاً إلى منفى داخلي في مدينة قونيا في الأناضول,  وبعد عام في المنفى سُمح لنجيب وعائلته بالعودة إلى أنطاكية، ووفقاً لزكي فقد استبدل والده العلم العثماني بالعلم الهاشمي في مقر حكومة أنطاكية عند سماعه خبر دخول فيصل الأول من العراق إلى دمشق أثناء الثورة العربية الكبرى .

برزت على الأرسوزي ملامح الذكاء في سنوات مبكرة من حياته؛ يذكر بعض القريبين من أسرته أن الفتى زكي، كانت تأتيه أحلام كثيرة، تقلقه، وتشغله في تلك السنوات المبكرة، منها أحلام يتذكرها، ولطرافة بعضها كانت تنقلها والدته عنه منذ السابعة من عمره إلى بعض المشايخ الذين يأتون إلى منزلها، وعلى الرغم من صغر سنه كانت تشغله أفكار غير متوقعة ممن هم في مثل سنه المبكرة، إذ إنه كان يجالس الكبار ويتدخل في أحاديثهم ويجادلهم في موضوعات وجودية مثل الموت، الأزل، القدر وغيرها، وقد وصف الأرسوزي وضعه بين هؤلاء قائلا: «كنت بينهم كالديك المفلفل الذي يدوخهم من كثرة حركته وخفته».

الدراسة:

تعلّم الأرسوزي في إحدى مدارس اللاذقية، ثم انتقل مع والديه من اللاذقية للإقامة في مدينة أنطاكية في لواء إسكندرون، وتابع تعليمه في ثانويتها إلى حين تعرض والده للاعتقال، ثم النفي إلى قونية في الأراضي التركية عام 1914فانتقل  زكي الأرسوزي مع عائلته إلى تلك المدينة وانتسب إلى إحدى مدارسها.

ثم سافر بعدها إلى بيروت عام 1919بعد انهيار السلطة لينتسب إلى مدرسة اللاييك فأتقن اللغة الفرنسية، ثم عاد إلى أنطاكية ليعيّن مدرسا لمادة الرياضيات في مدارسها، ثم انتقل إلى أرسوز مسقط رأس والدته، ليشغل وظيفة مدير ناحية فيها خلال عامي (1924-1925) لكنه عاد إلى أنطاكية من جديد، ومالبث أن أوفد عام 1927من وزارة المعارف إلى فرنسا ليدرس الفلسفة في جامعة السوربون, عاد وعمل مدرسا للفلسفة في مدارس انطاكيه وبعدها نقل إلى حلب ثم إلى دير الزور وسرح من الوظيفة عام 1934 م .

الأعمال:

عاد زكي الأرسوزي إلى سوريا عام 1930، واستمر في عمله كمدرس في أنطاكية،

ووفقاً للمؤرخ باتريك سيل فقد منعته السلطات الفرنسية في سوريا من تعليم طلابه أفكاراً حول الفلسفة الأوروبية والثورة الفرنسية ومواضيع حساسة أخرى، وعندما ألقي القبض عليه وهو يعلم طلابه عن قيم الثورة الفرنسية كالحرية والمساواة والعدالة والثورة أُرغم على ترك التدريس.

وفي عام 1934 أسس نادياً خاصاً لتعليم الفنون الجميلة للطلاب بهدف نشر الثقافة الفرنسية، وكان هذا النادي أيضاً مرفوضاً ومستهجناً من قبل السلطات الفرنسية، وعلى كل حال فقد بدأ زكي الأرسوزي حياته السياسية بشكل جدي في وقتٍ لاحق من ذلك العام وأصبح معروفاً بكونه قومياً عربياً متعصباً.

أسس زكي الأرسوزي مع خمسين من رفاقه القوميين العرب رابطة العمل الوطني في لبنان، كانت النخبة العثمانية السابقة تهيمن على أغلب الأحزاب العربية في ذلك الوقت، في حين أنَّ رابطة العمل الوطني كانت إحدى الاستثناءات القليلة لأنَّها كانت حزباً شعبياً يمتع بقبول جماهيري واسع رغم تقلص شعبيتها عندما توفي مؤسسها عبد الرزاق الدندشي عام 1935، وكان زكي الأرسوزي الرئيس الإقليمي للرابطة في أنطاكية منذ تأسيسها عام 1933 وحتى عام 1939.

عندما حاولت تركيا لأول مرة ضم مقاطعة الإسكندرون في أوائل ثلاثينيات القرن العشرين كان الأرسوزي أحد أكثر المنتقدين لتلك السياسة التركية وأصبح رمزاً من رموز النضال القومي العربي بفضل ذلك ولكن فرنسا التي كانت تحتل سوريا وقتها تخلت عن الإسكندرون عام 1939 من أجل إقامة تحالف استراتيجي مع تركيا قبل الحرب العالمية الثانية  وبعد هذه الحادثة بفترة قصيرة ترك الأرسوزي رابطة العمل الوطني.

انتقل الأرسوزي إلى دمشق عام 1938 وبدأ العمل على أفكاره القومية، فقام بجمع تلاميذ المدارس الثانوية حوله وخلال الاجتماعات كان الأرسوزي يتحدث عن مبادئ الثورة الفرنسية وأفكار التوحيد الألماني وفلسفة فريدريك نيتشه وكارل ماركس وهيغل وهنري بيرجسون

وبعد فترة قصيرة من هذا الحراك أسَّس الحزب الوطني العربي ولكن هذا الحزب لم يستمر لفترة طويلة

غادر زكي الأرسوزي سوريا متوجهاً إلى العراق في نهاية عام 1939، وخلال إقامته في بغداد حاول نشر الفكر القومي العربي ولكنه لم يحقق نتائج مشجعة

وعاد إلى سوريا عام 1940, وبعد عودته أسس حزب البعث العربي في 29 تشرين الثاني نوفمبر عام 1940, في نفس الوقت الذي أسَّس فيه زكي الأرسوزي حزب البعث العربي، كان كلٌّ من ميشيل عفلق وصلاح الدين البيطار قد أسَّسا حركة الإحياء العربي، ويذكر المؤرخ باتريك سيل أنَّ الأرسوزي كان يصدر منشوراته في تلك الفترة تحت اسم البعث العربي بينما كانت حركة الإحياء تصدر منشوراتها تحت اسم الإحياء العربي.

وفي حين ترك عفلق والبيطار العمل وتفرَّغا للحزب، استمر الأرسوزي يعمل مدرساً حتى العام 1959,  في ذلك الوقت لم يكن عدد أعضاء الحزب كبيراً، وكان أغلبهم مشغولاً بالتدريس أو الترجمة أو بأعمال أخرى، وفي يونيو 1941 نُفي الأرسوزي من دمشق واعتُقل ثلاثة أعضاء آخرون وهرب الباقون، حاول الأرسوزي ورفاقه إعادة إحياء الحزب وتنظيم صفوفه عام 1942 ولكنَّ المحاولة باءت بالفشل.

بحلول عام 1944 كان غالبية أعضاء حزب البعث العربي قد تركوا التنظيم وانضموا لحركة الإحياء العربية الأكثر نشاطاً وتنظيماً والتي سميت بحركة البعث العربي اعتباراً من العام 1943 ولذلك كله كانت العلاقة بين عفلق  والأرسوزي متوترة دوماً واتهم الأرسوزي عفلق بسرقة اسم حزبه الذي أسسه بنفسه.

تراجع اهتمام الأرسوزي بالسياسة في تلك الفترة، وقضى وقتاً أطول منخرطاً في علوم اللغة العربية وتوَّج هذا العمل بنشر كتابه: “عبقرية اللغة العربية” عام 1943.

في عام 1947 تم دمج حركة البعث العربي مع حزب البعث العربي، وخلال المفاوضات مثَّل وهيب الغانم وجلال السيد – وليس الأرسوزي – حزب البعث العربي، في حين مثَّل عفلق والبيطار حركة البعث العربي، لم يحضر الأرسوزي المؤتمر التأسيسي للحزب الجديد ولم يُمنح عضوية فيه.

انتقل الأرسوزي مجدداً إلى اللاذقية عام 1949 وبعدها إلى طرطوس ليعيش مع والدته التي توفيت بعد فترة قصيرة وهي تعاني من المرض والفقر ووفقاً لأحد أصدقائه فقد عاش الأرسوزي نفسه في فقر مدقع بسبب الاضطهاد والنفي والتضييق الذي كان قد تعرض له من قبل السلطات الفرنسية.

ترك الأرسوزي إرثاً كبيراً في الفكر والأدب وكان له آراء في كثير من القضايا الشائكة نذكر منها:

الوحدة العربية:
  • كان المبدأ الأساسي في فكر الأرسوزي هو توحيد الأمة العربية، وكان الارتباط التاريخي بالأمة العربية أكثر أهمية بالنسبة للأرسوزي من ارتباطه بالقوميين والبعثيين العرب الآخرين.
  • واعتقد أنَّ الطريقة الوحيدة لإنشاء أمة عربية جديدة في العصر الحديث هي إعادة إنشاء رابط بين الشعب العربي في ماضيه وحاضره من خلال اللغة العربية التي تعتبر هي التراث الحقيقي الوحيد المتبقي للهوية العربية القديمة.
  • واعتقد الأرسوزي أنَّ العرب فقدوا هويتهم المشتركة عندما سمحوا لغير العرب بالمشاركة في الحكومة مما أدى لوضع العديد من القوانين التي لها خصائص غير عربية، وهذه القوانين وغيرها من التغييرات التي أحدثها غير العرب أضعفت الهوية العربية بشكلٍ كبير.

الثقافة واللغة:

  • أولى الأرسوزي اهتماماً كبيراً للمسائل الثقافية حتى أنَّ الشرط الوحيد للعضوية في منظمته كان كتابة أو ترجمة كتاب يساهم في إحياء التراث العربي, ومن أجل ذلك وُصف بأنه من مؤيدي الصورة اللغوية للقومية العربية، وفي عام 1942 نشر واحداً من أهم أعماله «عبقرية اللغة العربية»، تميز منهجه بتركيزه على فقه اللغة، ومع ذلك فقد أبدى أيضاً اهتمامه بمشاكل الدولة المعاصرة ومسائل الديمقراطية والسلطة
  • وصف بعض المؤرخين رؤية الأرسوزي القومية بأنها عنصرية والتي أثبتت في النهاية أنها عقيمة وغير مرضية لأتباعه، كما أنَّ أفكاره تأثرت بشدة بخلفيته الدينية العلوية
  • جادل الأرسوزي بأنه على عكس اللغة اللاتينية والتي هي لغة تقليدية جامدة، فقد كانت كلمات اللغة العربية مستمدة من غناء المقاطع الصوتية ولفظها
القومية
  • أرجع الأرسوزي صعود القومية الأوروبية إلى الثورات الفكرية والاجتماعية والاقتصادية، حيث قامت الثورات الأوروبية الأولى ضد النظام الإقطاعي, أمَّا الثورة الثانية في أوروبا فكانت هي الثورة العلمية بقيادة نيكولاس كوبرنيكوس وغاليليو غاليلي وهذه الأحداث خلقت أسس العقلانية الحديثة، وفي هذا السياق قال الأرسوزي إنَّ “الإنسان كان مؤهلاً لمعرفة الحقيقة لأن ما يتم بناؤه عن طريق العقل يمكن التحقق منه بالتجربة” ولخص هذه النظرة الخاصة للسلوك الإنساني والحضارة بكلمات رينيه ديكارت: “الفطرة السليمة والعقل الطبيعي هما الإنسانية”
  • وبحسب الأرسوزي فإذا كان البشر مخلوقات عقلانية بفطرتهم فإنَّ كل منهم يرغب في تنظيم نفسه وفقاً لإحساسه بالعقل ولذلك قام المستعمرون بوضع عوائق أمام هذا التغيير العقلاني
  • إنَّ الحياة المعاصرة موجودة بسبب شيئين هما العلم والصناعة، فالعلم يقضي على الخرافات ويستبدلها بالحقائق، والصناعة مكنت الحضارة من إنشاء مجتمع أكثر تنظيماً بحيث يمكن أن تصبح الحرية والمساواة والديمقراطية دائمة وراسخة، وقد أثبتت تجارب الثورتين الإنجليزية والفرنسية هذه الحقائق بشكلٍ غير قابل للجدل، وقد أعطت الثورات الفرد بعض الحقوق بحيث يمكن له إدارة شؤونه الخاصة وفقًا لرغبته وفي نهاية المطاف سيتطور مطلب الحرية إلى مطلب الاستقلال والقومية، والقومية وفقاً للأرسوزي تتجلى في جميع مناحي الحياة من حكم القانون إلى الفنون.
أهم مؤلفات الأرسوزي:

من مؤلفات زكي الأرسوزي التي جمعت في دمشق بين عامي 1972 و 1976 وصدرت في مجلدات وهي :

  • العبقرية العربية في لسانها
  • رسالة الفلسفة والاخلاق
  • رسالة الفن
  • رسائل المدينة والثقافة
  • الأمة العربية
  • صوت العروبة في لواء الإسكندرون
  • متى يكون الحكم ديمقراطياً
  • الجمهورية المثلى
  • التربية السياسية المثلى

الحياة الشخصية

لم يتزوج الأرسوزي وإنما عاش مدافعاً عن العروبة..

معرض الصور

الوفاة

توفي الأرسوزي في 2 يوليو 1968 عن عمر ناهز 69 عاماً, ودفن في مقبرة الدحداح في دمشق تاركًا خلفه تاريخًا من النضال ونظرية رائدة في الفكر القومي العربي..

الأقوال

“لم تزل ثقافة العرب تقوم على الحفظ دون الاتصال بالواقع .. يجتر الخلف ما قد علكه السلف”.

“العبقرية العربية في لسانها”

“الذات أعلى مراتب الوجود الإِنساني, وتتحقق عندما يحوّل الإِنسان الحقيقة الكامنة أو المضمرة فيه إِلى واقع: أي عندما تتجسد الحقيقة في البطل ويصير ذاتاً”

“للسان العربي فرادته من حيث ما هو وما يعبر عنه. إنه بدائي بمعنى أنه ليس مشتقاً من شيء آخر سوى الطبيعة. ثم إنه بدئي لأن الابتداء يكون بإطلاق المعنى, ذلك أنه اشتقاقي البنيان, وترجع كلماته أصلاً إِلى صور صوتية ومرئية مقتبسة مباشرة من الطبيعة تقليداً لاحتوائها ومن الطبيعة الإِنسانية بياناً لمشاعرها”

“الحياة اتجاهان: السطح والعمق. يبدو السطح في الكائنات الحية المنتشرة في الزمان والمكان. أما العمق فيتصل بالمعنى الذي هو مصدر كل حياة وكل فعل”

مثقفونمفكرون

زكي الأرسوزي.. العبقرية العربية في لسانها



حقائق سريعة

من مؤسسي ومنظري حزب البعث

ربط القومية العربية باللغة العربية



معلومات الأيقونة:

اسم الأيقونة : زكي الأرسوزي
رقم الأيقونة : 1245
الكاتب : فريق أيقونات
اسم الموقع : iconaat.com
تاريخ النشر : يناير 9, 2022
تاريخ آخر تحديث : أبريل 30 , 2022
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى