كاثرين هيبورن.. نجمة السينما والتلفزيون والمسرح الأميركية التي لا تقهر

1907- 2003/ أمريكية

اشتهرت باستقلاليتها الشديدة وشخصيتها الحماسية حققت رقما قياسيا في هوليود بترشحها 12 مرة للأوسكار، فازت في 4 منها خلال مسيرتها الفنية

الولادة والنشأة:

ولدت كاثرين هيبورن في 12 مايو عام 1907 في مدينة هاتفورد في كونيتيكت- الولايات المتحدة الأمريكية، وهي الثانية من بين ستة أطفال، والدها توماس نورفال هيبورن طبيب المسالك البولية في مشفى هارتفورد ووالدتها كاثرين مارثا هوتون ناشطة نسوية.

حارب كلا الوالدان من أجل التغيير الاجتماعي في الولايات المتحدة، إذ ساعد توماس في إنشاء جمعية الصحة الاجتماعية في نيو إنجلاند التي قامت بتثقيف الناس حول الأمراض التناسلية.

أما كاثرين الأم فقد ترأست جمعية حق المرأة في التصويت في ولاية كونيتيكت وقامت بعدها بحملة من أجل تحديد النسل مع مارغريت سانجر.

نشأ أطفال عائلة هيبورن على ممارسة حرية التعبير والتشجيع على التفكير والمناقشة حول أي موضوع يرغبون فيه، وقد انضمت كاثرين هيبورن إلى والدتها في العديد من مظاهرات التصويت للمرأة.

انتقد المجتمع والديها بسبب آرائهما التقدمية مما حفز هيبورن على محاربة الحواجز التي واجهتها، وقد قالت أنها أدركت منذ صغرها أنها نتاج أبوين رائعين للغاية، وبأنها محظوظة للغاية في نشأتها بتوفير الأساس لنجاحها، وقد ظلت قريبة من عائلتها طوال حياتها.

– ولعت كاثرين بالجولف وأخذت دروس يومية وأصبحت بارعة جدًا حتى وصلت إلى الدور نصف النهائي في بطولة الجولف للفتيات في كونيتيكت.

– أحبت السباحة في لونج آيلاند ساوند، وأخذت حمامات ثلج كل صباح وفي اعتقادها أنه (كلما كان الدواء مرًا، كلما كان أفضل بالنسبة لك)

– كانت هيبورن من محبي الأفلام منذ صغرها، وكانت تذهب لرؤيتها ليلة السبت من كل أسبوع.

–  لقد قامت هي والأصدقاء والأشقاء بأداء مسرحيات يشاهدها الجيران بسعر 50 سنتًا للتذكرة، وذلك لجمع الأموال من أجل شعب النافاهو.

 الدراسة:

– تلقت كاثرين تعليمها في مدرسة أكسفورد، ولكن في عمر الـ 14 سنة تعرضت لصدمة قاسية عندما كانت كاثرين في زيارة لأصدقائها في قرية جرينتش، عندما اكتشفت جسمان أخيها الأكبر توم، الذي على ما يبدو مات منتحراً حيث قام بربط ملاية حول ذراع خشبي وشنق نفسه، نفت عائلة هيبورن أن الحادث كان انتحارًا، وأكدت أن وفاة توم لابد أن تكون نتيجة خطأ في تجربة.

–  تسبب الحادث في عصبية هيبورن المراهقة وتقلب مزاجها فابتعدت عن الأطفال الآخرين، وتوقفت عن الذهاب إلى مدرسة أكسفورد، وبدأت تتلقى دروسًا خصوصية.

– عام 1942حصلت كاثرين على مقعدًا في كلية “رين ماور” إرضاءً لوالدتها، وكانت المرة الأولى التي تمكث فيها عدة سنوات لأجل الدراسة، إلا أنها كانت في صراع مع المطالب الدراسية في الجامعة، ولم تنسجم مع زميلاتها، كما أوقفتها الجامعة في وقت من الأوقات عن الدراسة لأنها كانت تدخن في غرفتها.

-وبعدها التفتت كاثرين إلى التمثيل إلاّ أن لعب الأدوار في مسرحيات الكلية كان مشروطاً بالدرجات الجيدة مما دفعها إلى تحسين درجاتها.

– وفي عامها الأخير في الكلية قامت بدور البطولة في (المرأة في القمر) مما عزز خططها لمواصلة الحياة المهنية في المسرح.

– وفي يونيو عام 1928 تخرجت بدرجة جيدة في التاريخ والفلسفة.

الأعمال:

بدأت هيبورن التمثيل أثناء دراستها في كلية بريم ماور، وبعد أربعة أعوام في المسرح وفي عملها لـ برودواي لفتت أنظار هوليوود إليها، إذ تميزت سنواتها الأولى في صناعة السينما بالنجاح.

– عام 1932 حققت كاثرين أول نجاح لها في برودواي بكوميديا في فيلم (The Warrior’s Husband)- زوجة المحارب، كما قامت بأداء دور طيار لأول مرة في فيلم (A Bill of Divorcement)- مشروع قانون الطلاق، الذي نال الإعجاب والاستحسان.

– عام 1933 قامت ببطولة الفيلم الدرامي الرومانسي (Morning Glory)- مجد الصباح، إذ قدمت كاثرين أداءً مميزاً وبذلت جهداً كبيراً لبناء شخصية الفتاة الريفية (إيفا لوفليس)، والذي استحق جائزة الأوسكار لأفضل ممثلة عن دورها في الفيلم.

– وعام 1933 قدمت فيلم (Little Women)- نساء صغيرات، وفازت عنه بجائزة مهرجان البندقية السينمائي.

– ثم قدمت حوالي الـ 8 أفلام لكنها لم تحقق النجاح المتوقع منها، فوجدت نفسها مضطرة للانتظار طويلاً قبل أن تعود إلى الأوسكار ثانية بعد أن تلاشى بريق فوزها بالجائزة، وهو ما حولها من فنانة شابة لم تتخط الـ 26 من عمرها بعد، وحققت معجزة بفوزها بجائزة أوسكار عن دورها في ثالث أفلامها- إلى فنانة تم وصمها بأنها (سم شباك التذاكر) في استطلاع أجري على أبرز عارضي الأفلام في عام 1938.

– لم تستسلم كاثرين وأثارت إعجاب النقاد عندما نجحت كاثرين في استعادة مكانتها في عام 1938 بمجموعة من الأفلام الكوميدية رشحت عنها جميعاً لجائزة أوسكار أفضل ممثلة ضمن 8 ترشيحات أخرى. منها فيلم (Bringing Up Baby)- تنشئة طفل، وفيلم (Holiday)- يوم العطلة.

وفي عام 1940 قدمت فيلم (The Philadelphia Story)- قصة فيلادلفيا، وفي عام 1942 فيلم (Woman of the Year)- امرأة العام.

– وعام 1951 قدمت الفيلم الرومانسي (The African Queen)- الملكة الأفريقية، لتعزز مكانتها كنجمة سينمائية.

– وليأتي العام 1967 بجائزة الأوسكار الثانية لكاثرين  عن الفيلم الدرامي الكوميدي (Guess Who’s Coming to Dinner)- احزر من سيأتي للعشاء، وعلى الرغم من أنه فيلم ضعيف الحبكة لكنه نجح في تحقيق متعة مشاهدة كبيرة.

– وعام 1968 حصلت كاثرين على جائزة الأوسكار الثالثة في فيلم الدراما التاريخية والسيرة الذاتية (The Lion in Winter)- الأسد في الشتاء، الذي كتبه جيمس غولدمان عن مسرحية له بنفس الأسم، وقد تألقت كاثرين أمام بيتر أوتول وأنتوني هوبكينز.

– وقد بقيت كاثريت نشيطة طوال فترة السبعينيات من القرن الماضي، إذ ركزت على الأدوار التي تمثل فيها دور سيدة كبيرة في السن تعيش بمفردها أو أم قوية، ففي عام 1971 قامت تصوير نسخة من فيلم (نساء طروادة) في إسبانيا إلى جانب فانيسا ريدغريف وقد لاقى الفيلم استحساناً وصنفت دائرة نقاد السينما في كانساس أداءها كأفضل ممثلة لذلك العام.

– عام 1973 قدمت فيلم (توازن دقيق) وكان بمستوى متوسط.

– وفي العام نفسه 1973 دخلت كاثرين التلفزيون لأول مرة حيث لعبت دور البطولة في (The Glass Menagerie) وأثبتت أنها واحدة من الأحداث التلفزيونية الرئيسية في ذلك العام، وسجلت درجات عالية في تقييمات نيلسن.

– ثم تلقت كاثرين ترشيحاً لجائزة إيمي عن دورها (الأم الجنوبية الحزينة).

– وعام 1974 ظهرت كاثرين في حفل توزريع جوائز الأوسكار لتقديم جائزة لـ “لورانس وينجارتن” وقد استقبلت استقبالاً حاراً وعلقت مازحة (أنا سعيدة للغاية لأنني لم أسمع أحد ينادي).

– وفي عام 1976 عادت كاثرين إلى برودواي لتستمر لمدة ثلاثة أشهر في مسرحية (مسألة الجاذبية) وكان دور السيدة باسيل في المسرحية غريب الأطوار وعرضاً مثالياً لها.

– عام 1978 لعبت دور البطولة في فيلم ( Olly Olly Oxen Free) وكانت كوميديا المغامرة من أكبر الاخفاقات في حياتها المهنية.

– وعام 1979 قدمت الفيلم التلفزيوني (The Corn Is Green) وحصلت على ترشيح ثالث لجائزة إيمي لدورها في الفيلم.

– وكانت العودة الرائعة لكاثرين إلى السينما عام 1981من خلال الفيلم الدرامي العائلي (On Golden Pond)- على البركة الذهبية، الذي كتبه إرنست طومسون عن مسرحية له بنفس الإسم ومن إخراج مارك ريديل، لتحصل كاثرين على الأوسكار الرابعة لأفضل ممثلة.

– وعام 1984 لعبت دور البطولة في الكوميديا السوداء (غريس كويجلي) وهي قصة امرأة مسنة تلجأ إلى قاتل محترف لقتلها، وجدت كاثرين روح الدعابة في الموضوع لكنه لم يلقى النجاح وشباك التذاكر كان ضعيفاً.

– وفي عام 1985 قدمت فيلماً وثائقياً تلفزيونياً عن حياة سبنسر تويسي ومسيرته المهنية.

– وعام 1986 تلقت ترشيحاً لجائزة إيمي عن فيلم (السيدة ديلافيلد تريد أن تتزوج).

– ثم شاركت عام 1988 كاثرين في الكوميديا (لورا لانسينغ هنا) مع حفيدة أختها شويلر غرانت.

-وقد أصدرت سيرتها الذاتية (عني: قصص حياتي) عام 1991، والتي تصدرت قوائم أفضل الكتب مبيعاً لأكثر من عام.

– و عادت إلى شاشة التلفزيون عام 1992 بفيلم (The Man Upstairs) مع رايان أونيل، وحصلت على ترشيح لجائزة غولدن غلوب لدورها في الفيلم.

– وعام 1994 قدمت فيلم (This Can’t Be Love) مع أنتوني كوين وقد كان الفيلم يعتمد بشكل كبير على حياتها الخاصة وشخصيتها ومسيرتها المهنية، كما وصف دورها بأنه نسخة خيالية من شخصية كيت هيبورن المشاكسة عادة) إذ لاحظ النقاد أن هيبورن كانت تلعب دورها في الأساس.

– وفي عام 1994 لعبت كاثرين دورها الأخير في الفيلم التلفزيوني (One Christmas) وتم ترشيحها لجائزة نقابة ممثلي الشاشة عن عمر ناهز 87 عاماً.

أعمالها المسرحية:

ظهرت على المسرح في كل من عقد من العشرينيات إلى الثمانينات، وقد خطفت أضواء المسرح من جميع الرجال البارزين في عصرها، حيث قدمت مسرحيات لشكسبير و جورج برنارد شو، ومسرحية موسيقية في برودواي، ومن الأدوار المسرحية التي قدمتها كاثرين هيبورن:

• قصة فيلادلفيا (1939- 1941).
•  كما تحبها عام 1950.
•  المليونيرة عام 1952.
•  ترويض النمرة عام 1955.
• تاجر البندقية (1955 – 1957).
•  مسرحية أنتوني وكليوبترا، ومسرحية الليلة الثانية عشرة عام 1960.
• -كوكو (1969- 1977).
•  مسألة الجاذبية (1976- 1977).
•  الغرب الجانب الفالس عام 1981.

الحياة الشخصية:

– في 12 ديسمبر عام 1928 تزوجت كاثرين – وكانت لا تزال طالبة في جامعة برين ماور(21) عاماً من رجل الأعمال لودلو أوغدن سميث من فلادليفيا، لكنها لم تلتزم بالزواج وأعطت أولوياتها لعملها الفني.

ثم انفصلا في عام 1934 بعد قطيعة بينهما منذ انتقالها إلى هوليوود عام 1932، وقد بقيا صديقين حتى وفاة لودلو عام 1979.

وبعدها عاشت علاقات عدّة، ولكن العلاقة الأكثر أهمية في حياتها كانت مع سبنسر تريسي شريكها في 9 أفلام.

وقد كانت كإحدى علاقات الحب الأسطورية في هوليوود، بقيت معه حتى وفاته عام 1967، وقد قضت الخمس سنوات الأخيرة من حياته في رعايته والاهتمام به بعد تدهور حالته الصحية.

لاحقاً تمسكت بقرار عدم الزواج ثانية واتخذت قراراً واعياً بعدم إنجاب الأطفال.

الوفاة:

في عام 1996 أصيبت كاثرين هيبورن بالتهاب رئوي، وفي سنواتها الأخيرة ظهرت عليها أعراض الخرف.

وفي مايو عام 2003 عثر على ورم خبيث في رقبتها واتخذ القرار بعد التدخل طبياً.

وقد توفيت في 29 يونيو عام 2003 إثر سكتة قلبية عن عمر ناهز 96 عاماً، في منزل عائلة هيبورن في فينويك بكونيتيكت ودفنت في مقبرة سيدار هيل في هاتفورد.

وطلبت أن لا يقام لها حفل تأبين.

الجوائز والتكريمات:

• فازت كاثرين هيبورن بأربع جوائز أوسكار كأفضل ممثلة وهو رقم قياسي، وحصلت على 12 ترشيح لجوائز الأوسكار لأفضل ممثلة وهو رقم لم تتجاوزه سوى العالمية الرائعة ميريل ستريب.
• تحمل كائرين الرقم القياسي لأطول مدة زمنية بين ترشيحات الأوسكار الأولى والأخيرة وهي 48 عاماً.
• كما حصلت على جائزتين وخمسة ترشيحات من جوائز الأكاديمية البريطانية للأفلام.
• وحصلت على جائزة واحدة وست ترشيحات من جوائز إيمي.
• بالإضافة لثماني ترشيحات لجائزة غولدن غلوب.
• وكذلك حصلت على ترشيحين لجائزة توني.
• كما نالت جوائز من مهرجان كان السينمائي ومن مهرجان البندقية السينمائي.
•  وعام 1979 كرمت بحصولها على جائزة الإنجاز مدى الحياة من نقابة ممثلي الشاشة.
•  وفي عام 1990 حازت كاثرين على مرتبة الشرف من مركز كينيدي.
• كما تم تكريمها بطابع بريدي كجزء من سلسلة طوابع أساطير هوليوود والعديد من النصب التذكارية.

الأقوال:

• “لا أخشى الموت، لابد من أن يكون رائعاً مثل نوم طويل”.
• “يعلموننا أنه لزاماً أن تلوم أباك وشقيقاتك وأشقاءك وأن تلوم المدرسة والمدرسين، لكنك أبداً لا تلقي باللائمة على نفسك فالأمر ليس خطأك أبداً، وبالرغم من ذلك فكل شيء هو خطؤك لأنك أنت من يجب عليه أن يتغير إذا كنت حقاً ترغب في التغيير”.
• “إذا اتبعت كل القواعد فاتك كل المرح”.
• “إذا فعلت دائماً ما تحب القيام به فعلى الأقل سيكون هناك شخص ما سعيد بذلك”.
• “أعتقد أنه لا يوجد شيء يمكننا معرفته باستثناء أننا يجب أن نكون لطفاء مع بعضنا البعض ونفعل ما بوسعنا لأجل الأخرين”.
• “كنت سأكون أماً رهيبة لأنني أساساً إنسان أناني للغاية”.
• “أعتقد أنني دائماً نفس الشيء كان لدي شخصية محددة للغاية وأحببت المواد التي تظهر تلك الشخصية”.

المصادر:

• https://ar.wikipedia.org
• https://qloob3.com
• https://arbyy.com/detail1031630123.html
• https://mimirbook.com/ar/4898ec96e15