طــلال مــداح.. زرياب الأغنية الخليجية

1940-2000 سعودي

أول فنان خليجي تترجم له أغنية على التلفزيون الفرنسي, وتسجله جمعية الموسيقيين في فرنسا

الولادة والنشأة:

• ولد الفنان الكبير طلال مداح في مكة المكرمة في يوم 15 من أغسطس عام 1940 م، توفيت والدته في طفولته فقامت خالته بأخذه ليعيش معها وزوجها (علي مداح)، وبسبب حب زوج خالته الشديد سماه طلال علي مداح، واعتبره ابناً له واهتم به كثيراً, ورباه على القيم والأخلاق والمبادئ الحميدة, وكان دائماً ينصحه بأنه لابد من أن يكون له مكانة عالية في المجتمع لذلك نصحه بالاهتمام الشديد بدراسته.
  تعلق النجم الكبير طلال مداح بالفن والموسيقى منذ الصغر، كان لديه صديق في مرحلة الطفولة هو(محمد رجب) يجلس معه كثيراً, وهو من هواة ترديد الأغاني المشهورة في ذلك الحين للموسيقار محمد عبد الوهاب، فبدأ يلقن طلال تلك الأغاني ليشاركها في ترديدها معه.
• كما كان والده عبد رب الشيخ من المجيدين للعزف على آلة المدروف, وهي آلة عزف شبيهة بالناي تستخدم لعزف أغاني الدان، والعزف على السمسمية.
• ساعدت تلك العوامل مجتمعةً  في إدخال طلال مداح مجال الفن وجعله يعشق هذا اللون ويهواه بل ومردداً له في أغلب أوقاته.

الدراسة:

• كان طلال تلميذًا في أحد مدارس مدينة الطائف وكان معروفاً في المدرسة بصوته العذب النقي، الأمر الذي شجع المدرسة على إسناد مهمة الغناء في المناسبات والحفلات المدرسية إليه.
• بسبب اهتمامه الشديد بالموسيقى والغناء أهمل طلال دراسته وتعليمه، لذلك لم يُكمِل تعليمه واكتفى بالمرحلة الابتدائية فقط.
• التحق النجم طلال مداح بالعمل في البريد في مدينة الطائف حتى يعتمد على نفسه.
• أثناء دراسته بالمدرسة تعرف طلال مداح على صديق له وهو عبد الرحمن خوندنة المحب للعزف على آلة العود، وكان يجلس كثيراً مع طلال ويعزف على العود ويقوم طلال بالغناء إلى أن اتفقا على إحياء ليالي سمر تضم الأصدقاء.
• لكن الغناء في السعودية في تلك الفترة لم يكن مستحب، لذلك كان يُخفي عبدالرحمن العود في بيت طلال لأنه مكان آمن، ولا يستطيع والده اكتشاف ملكيته للعود، بذلك بدأ طلال العزف على العود وحاول أكثر من مرة أن يتعلمه حتى برع فيه بعد عدة محاولات ونجح في إخراج نغمات تطرب سامعيها وبذلك تعلم طلال العزف على أولى الآلات الموسيقية.

أعماله:

• بدأ مشواره الفني عندما بلغ العشرين من عمره وكانت الانطلاقة من الإذاعة حيث سمعه مراقب عام الإذاعة الأستاذ عباس غزاوي, وهو يغني في إحدى الحفلات وأُعجِبَ بصوته وقدّم له فرصة الذهاب لمدينة جدة للعمل في تسجيل الأغاني للإذاعة، فكانت البداية مع أغنية “وردك يا زارع الورد” عام 1959، حققت هذه الأغنية نجاحاً كبيرا ولفتت الانتباه إليه وبدأ في تحقيق الشهرة.
• استمر بتسجيل الأغاني للإذاعة حتى اتخذ على عاتقه مسؤولية إيصال الأغنية الخليجية خارج حدود المملكة، فانتقل إلى لبنان في البداية وعَمِلَ مع عددٍ من الملحنين والشعراء هناك، وأسّس شركة اسطوانات باسم رياض فون، ولكن لسوء الحظ فقد أغلقت الشركة أبوابها بعد ست سنوات من إنشائها بسبب ظهور الكاسيت.
• تعتبر فترة السبعينات حقبة شهرة طلال مداح فنيًا – بتكوين الرباعي (طلال مداح وبدر بن عبد المحسن, وسراج عمر, ومحمد عبد الله الفيصل)  حيث قام طلال مداح وسراج عمر بالتلحين، والغناء كان لطلال مداح الذي غنى العديد من النصوص التي كتبها الأمير بدر بن عبد المحسن والأمير محمد عبد الله الفيصل وأهم الأعمال في تلك الفترة أغنية ( زمان الصمت) وأغنية (وعد) التي لحنهما طلال مداح نفسه، والأخيرة كان يذيعها التلفزيون الفرنسي أحياناً، وأغنيتيّ( غربة وليل) و( هدي خطانا) من ألحان سراج عمر.
• وبالتعاون مع سراج العمر ومحمد عبد الله الفيصل قدّم أشهر أغانيه (مقادير) (أغراب) (لا تقول)
• بدأ طلال مدّاح المشاركة في الحفلات الغنائية المقامة في لبنان والقاهرة وسورية ألهب مسارح القاهرة في السبعينات رغم وجود أساطير الغناء في العالم العربي آنذاك.
• في بداية الثمانينات اتجه لطرح الأغاني القصيرة, لكن هذا لم يستمر طويلاً فقد ابتعد عن الساحة الفنية مؤقتاً وانتقل للعيش في مدينة لندن, وكان يتنقل بينها وبين المغرب لمدة 4 سنوات.
• عاد إلى السعودية في عام 1985  ليشارك في افتتاح البطولة العربية بموال (زارنا في الظلام يطلب سترا) وفجر الساحة بأغاني رائعة مثل أغنية و( العشق), و( ماعاد لي نفس), (تصدق ولا أحلف لك) (زل الطرب), (سيدي قم), (بالإشارة).
• كما قدم (خلصت القصة) و (أحرجتني) وهما من روائع الأغاني في تاريخ السعودية.
• في فترة التسعينات قام طلال مداح بتجديد لأغانيه بتسجيل وتوزيع مجدد, أو غناءها على آلة العود كما قام بإصدار بعض الألبومات الجديدة مثل (أنا راجع أشوفك), و(العطر) مع رفيق دربه القديم سراج عمر.
• كما أصدر ألبوماً للعزف على العود بشكل منفرد أسماه ( لمن )، و يُعَد أول فنان سعودي يخوض مثل هذا المجال.
• خفف من حفلاته واقتصر في أغلب الأحوال على الحضور المحلي في مهرجانات جدة وأبها والجنادرية ولم يكن يقيم حفلات خارجية إلا فيما ندر.
• – كان من الأوائل الذين ساهموا في نشر الأغنية السعودية خارج المملكة,  وكان له دور كبير في تطوير الموسيقا السعودية بشكل عام.
• كان الأسلوب المعتمد عند المطربين السعوديين أن يلحنوا بما يسمى أغنية اللحن الواحد أو ” الأغنية المكبلهة” حيث قدم العديد من أغانيه بهذا الأسلوب. وقدّم بعض الأغنيات التي لحنها بما يشبه الموسيقى الغربية وخاض تجربة الأغنية الطويلة.
• – حقق النجاح في مجال الأعمال الفنية إذ قام بإنتاج ” فيلم الضباب ” عام 1965 وتم تصويره في لبنان شاركه البطولة الفنانة صباح والفنان رشيد علامة.
• – شارك في مسلسل ” الأصيل ” من إنتاج التلفزيون السعودي, حيث شاركه بطولة العمل لطفي زيني وحسن دردير ورجاء صادق.
• – أبرز الملحنين الكبار الذين تعاون معهم هو موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب بأغنية ” ماذا أقول” و “منك يا هاجر دائي” وهو العمل الذي لم يطرح رسمياً حتى وفاة طلال مداح مع أنه طُرِح في السوق مسجل بآلة العود في أواخر الثمانينات، ومحمد الموجي في أغنيتين هما “ضايع في المحبة” و ” لي طلب”، وبليغ حمدي في أغنية ” يا قمرنا” ومع الملحن الكبير إبراهيم رأفت في أغنيتي “غلاب يا هوى” و”عز اغترابي” ومع الملحن جمال سلامة في أغنية “يا حبيب العمر” والتي لم تطرح رسمياً إلا بعد وفاة طلال مداح.
• – تعاون طلال مداح مع العديد من الملحنين السعوديين مثل الفنان الكبير طارق عبد الحكيم في مجموعة من الأعمال وأوبريت وطني، والفنان الراحل عبد الله محمد والفنان عبادي الجوهر والعملاق أبو بكر سالم وغيرهم.
• كان أوبريت (مولد أمة) أول لقاء له مع رفيق دربه الفنان محمد عبده، وقدم أوبريت (ما ننساك يا أمير الشباب) للأمير الراحل فيصل بن فهد لِما للأمير فيصل معزّة خاصة في نفس طلال.
• – قدّم ما يزيد عن 20 ألبوم غنائي.
• – غنّى طلال مداح بألوان غنائية عربية إذ غنى ثمان لهجات، بالإضافة إلى اللغة الانكليزية.
• – أطلق على الفنان الكبير طلال مداح العديد من الألقاب بسبب صوته الجميل، وهي ” الحنجرة الذهبية” و” صوت الأرض” و ” أستاذ الجميع” أطلقه عليه الفنان محمد عبده، و ” فارس الأغنية السعودية” و ” فيلسوف النغم الأصيل” و ” زرياب” أطلقه عليه موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب

الحياة الشخصية:

• تزوج المرة الأولى في عام 1960 من السيدة ”أم عبدالله” في مدينة الطائف وأنجب منها 7 أبناء، ثلاث بنات وأربعة أولاد.
• تزوج المرة الثانية من”أم رشا” وهي سيدة مغربية الجنسية، أنجب منها بنتين ثم انفصلت عنه.
• تزوج للمرة الثالثة من سيدة مصرية وأنجب منها ثلاث بنات وابناً واحداً أسماه خالد.

الوفاة:

في نهاية حياته ومع تقدمه في العمر تعرض الفنان الكبير طلال مداح للعديد من المشاكل الصحية في القلب بسبب التدخين الكثير، ونصحه الأطباء بضرورة التوقف عن التدخين ولابد من الراحة حتى تستقر حالته الصحية.

وبسبب حبه الكثير لإحياء الحفلات تعرض لأزمة صحية كبيرة أدت إلى وفاته في 11 أغسطس 2000 على الهواء مباشرة أثناء أداءه إحدى وصلاته الغنائية على مسرح “المفتاحة” في مدينة ألها في السعودية أمام أكثر من3 آلاف شخص

شارك في جنازته عدد كبير جداً من محبيه حتى تم دفنه في مكة المكرمة.

الجوائز والتكريم:

• حصل على عدد من الجوائز التقديرية من الدولة وذلك بسبب النجاحات الكبيرة التي حققها.
• حصل على وسام الاستحقاق من الدرجة الثانية من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز.
• جائزة من الرئيس الليبي الأسبق معمر القذافي.
• حصل على وسام من الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة.
• حصل على العديد من الشهادات والتكريم آخرها في مهرجان الأغنية العربية بالقاهرة عام 1998م.

الأقوال:

•  “ثقتي بنفسي كبيرة ولكن الجمهور مزاجه متقلب وأكثر ما يخيفني هو تردد الجمهور وتقلبه، نلاحظ أن الفنان محمد عبد الوهاب اعتزل الحفلات قبل موته بثلاثين عاماً وخلال حياته الفنية الطويلة قدّم حفلة واحدة في سينما قصر النيل وهذا دليل واضح أن الحفلات متعبة شكلاً ومضموناً”.
•  “الفيديو كليب أسرع وسيلة للشهرة والمجد الذين يطمح إليهما كل فنان ناشئ مع العلم أم أموالاً باهظة تصرف في تصوير الفيديو كليب ما جعل بعض الفنانين الناشئين يراجعون حساباتهم”.

قال عنه الفنان محمد عبده:

• “طلال مداح أستاذنا وهو خارج المنافسة وأصبح مرجع، نتنافس على الكلمة والنغمة ولكن عندما نختلف نرجع إلى المنجد وهذا المنجد هو طلال مداح”.

أما موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب فقال عنه:

• “إن من أجمل الأصوات التي استمعت إليها في الوطن العربي هو صوت طلال مداح”