شادية.. معبودة الجماهير ودلوعة السينما

1931 – 2017 مصرية

إحدى الممثلات والمغنيات المبدعات في مصر والعالم العربي, و رمزًا للعصر الذهبي للسينما المصرية

الولادة والنشأة:

وُلدت فاطمة كمال الدين أحمد1931- والتي عرفت فيما بعد بالفنانة شادية في محافظة الشرقية المصرية, لأم مصرية من أصل تركي وأب مصري الأصل كان يعمل مهندساً زراعيا بالمزارع الملكي. كان لديها خمسة إخوةٍ وأخوات، وكانت أصغر إخوتها وثاني أصغر أخواتها.
امتهنت إحدى أخواتها وتدعى عفاف شاكر التمثيل ثم اعتزلت بعد فترة.

الدراسة

أحبت شادية الغناء منذ طفولتها وشُجعت على متابعة الموسيقى في مدرستها الابتدائية, ولم تكمل دراستها بل اتجهت نحو التمثيل وهي سن صغيرة.

الأعمال

دأت مشوارها الفني بالمشاركة في مسابقة نظمها اتحاد الفنانين لاختيار مواهب جديدة. حيث قدمها والدها للمنافسة في سن ال 16، حيث قامت شادية بدور صغير في فيلم( أزهار وأشواك ), وبعد ذلك رشحها أحمد بدرخان لحلمي رفلة لتقوم بدور البطولة أمام محمد فوزى في أول فيلم من إنتاجه )العقل في إجازة ) وحقق الفيلم نجاحاً كبيراً. مما جعل محمد فوزى يستعين بها بعد ذلك في عدة افلام: (الروح والجسد – صاحبة الملاليم – الزوجة السابعة – بنات حواء)
o وفي هذه الفترة حققت نجاحات وإيرادات عالية للمنتج أنور وجدى في افلام ليلة العيد عام1949م وليلة الحنة عام 1951
o وتوالت نجاحات شادية في أدوارها الخفيفة مع كمال الشناوي حيث شكلوا ثنائياً مميزاً, وحققت أفلامهما نجاحات وايرادات كبيرة للمنتجين, وعلى حد تعبير كمال الشناوي نفسه “ايرادات بنت عمارات وجابت أراضي” ونذكر منها (حمامة السلام عام 1947 – عدل السماء 1948 – ظلموني الناس 1950).
وظلت شادية نجمة الشباك الأولى لمدة تزيد عن ربع قرن كما يوكد سعد الدين توفيق في كتابه تاريخ السينما العربية, وتوالت نجاحتها في الخمسينات مع عماد حمدي ( أشكي لمين 1951 – أقوى من الحب 1954 – ارحم حبي 1959).
جاءت فرصة العمر لشادية – كما تقول- في فيلم المرأة المجهولة لمحمود ذو الفقار عام 1959 وهو من الأدوار التي اثبتت قدرة شادية العالية على تجسيد كافة الادوار, فمن يصدق أن شادية “31 سنة” تظهر كأم لشكري سرحان “34 سنة”, وتؤدي بهذه البراعة وليس أمامك إلا أن تصدقها..

أفلامها مع صلاح ذو الفقار:

والنقلة الأخرى في حياة شادية من خلال أفلامها مع صلاح ذو الفقار والتي أخرجت طاقات شادية الكوميدية في أفلام: مراتي مدير عام 1966 كرامة زوجتي 1967 – عفريت مراتي 1968.
قدمت شادية روائع فنها من خلال روايات نجيب محفوظ ( اللص والكلاب 1962 – زقاق المدق 1963 – الطريق 1964 – ميرامار 1969 ). وقدمت أيضاً أفلام شيء من الخوف 1969 – نحن لا نزرع الشوك 1970, وتوالت أعمالها في السبعينات والثمانينات إلى أن ختمتها بفيلم لا تسالني من أنا عام 1984
المسرح:
وقفت شادية لأول مرة على خشبة المسرح لتقدم مسرحية “ريا وسكينة” مع سهير البابلي وعبد المنعم مدبولي وأحمد بدير وحسين كمال وبهجت قمر لمدة 3 سنوات في مصر والدول العربية.
هذه المسرحية هي التجربة الأولى والأخيرة في تاريخ المشوار الفني في حياة شادية على خشبة المسرح, وليس ذلك هو السبب الوحيد لأهمية المسرحية في مشوار حياتها الفنية, بل لأنها أدت هذه المسرحية بلون كوميدي, والسبب الآخر أنها أمام عمالقة المسرح ولم تقل عنهم تألقاً وامتاعاً, وكانت معهم على قدم وساق كأنها نجمة مسرحية خاضت هذه التجربة مرات ومرات, رغم أنه من المعروف عنها أنها من النوع الخجول في مواجهة الجمهور, والأمر هنا يختلف عن مواجهتها لجمهور المستمعين في الغناء ولكنها كانت مبدعة ورائعة كالعادة، ولم يشعر الجمهور بفارق بينها وبين عمالقة المسرح, الفنان عبد المنعم مدبولي والفنانة سهير البابلي والذين اقروا “بأنهم لم يروا جمهوراً مثل جمهور مسرحية ريا وسكينة لأنه كان جمهور الفنانة الجميلة التي أتى من أجل عيونها”.

الإذاعة:

قدمت شادية عدة مسلسلات إذاعية منها: جفت الدموع 1967, نحن لا نزرع الشوك 1969, صابرين 1972, سنة أولى حب 1974, وسقطت في بحر العسل 1975, الشك يا حبيبي 1977, شيء من الحب 1983…

الأغاني:

قدمت شادية عدد كبير من الأغاني منفردة أو مع كبار الفنانين مثل فريد الأطرش وعبد الحليم حافظ ومحمد فوزي وغيرهم, نذكر من أغانيها: شباكنا ستايره حرير, إن راح منك يا عين, كسفتيني يا سناره, سيد الحبايب, حبينا بعضنا, سوق على مهلك, حاجه غريبه, يا سلام على حبى وحبك, قولوا لعين الشمس…
اعتزلت الفنانة شادية عندما أكلمت عامها الخمسين، ومن مقولتها الشهيرة عندما قررت الاعتزال وارتداء الحجاب:
“لأنني في عز مجدى أفكر في الاعتزال لا أريد أن أنتظر حتى تهجرني الأضواء بعد أن تنحسر عني رويدًا رويدًا… لا أحب أن أقوم بدور الأمهات العجائز في الأفلام في المستقبل بعد أن تعود الناس أن يروني في دور البطلة الشابة، لا أحب أن يرى الناس التجاعيد في وجهي ويقارنون بين صورة الشابة التي عرفوها والعجوز التي سوف يشاهدونها. أريد أن يظل الناس محتفظين بأجمل صورة لي عندهم, ولهذا فلن أنتظر حتى تعتزلني الأضواء وإنما سوف أهجرها في الوقت المناسب قبل أن تهتز صورتي في خيال الناس.

الحياة الشخصية

تزوجت شادية ثلاث مرات أولها كان زواجها من الممثل عماد حمدي عام 1953 على الرغم من رفض عائلتها لأنه يكبرها بعشرين عامًا، واستمر هذا الزواج ثلاث سنوات.
ثم ارتبطت شادية وفريد الأطرش بعلاقة حب معروفة كانت في طريقها أن تتُوج بالزواج، لكن فريد كان شخصا كريما جدًا، ويفتح بيته لكل أهله وأصدقائه، والكرم كان جزءا من تكوينه، وكان يعطي الأجر الضعف لكل من يعمل معه، وكان يفتح منزله لكل الناس، لكن هذا الجزء الشعبي في فريد الأطرش لم يكن يعجبها، لذلك لم تنته العلاقة بالزواج، مع أن فريد الأطرش كان يحب شادية كثيرًا..
تلاها زواجها من المهندس عزيز فتحي صديق فريد كنوع الثأر فريد الذي يصغرها بعدة سنوات، وذلك بعد تعارفهما بمدةٍ قصيرة، إلّا أنّ هذا الزواج لم يستمر سوى أقل من عام.
تزوجت بعددها من الفنان صلاح ذوالفقار عام 1967 واستمر زواجهما عامين فقط ثم انفصلا عام 1969 بسبب حالتها النفسية السيئة بعد إصرارها على الإنجاب وتأكيد الأطباء خطورة ذلك على حياتها.

الوفاة:

دخلت شادية المستشفى بتاريخ 4 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 بعد إصابتها بسكتةٍ دماغية في القاهرة، ووضعت تحت العناية المركزة. ومع أنها تعافت من السكتة وتمكنت من التعرف على أقاربها والأشخاص الذي حولها، غير أن مرضها كان معقدًا بسبب إصابتها بالتهابٍ رئوي.
استقرت حالتها الصحية في 9 تشرين الثاني/ نوفمبر إلّا أنّها كانت لا تزال تعاني من صعوبةٍ في الكلام.
وتوفيت في 28 تشرين الثاني/ نوفمبر متأثرةً بفشلٍ في الجهاز التنفسي بسبب الالتهاب الرئوي.