درس جابر بن حيان القرآن والعلوم الأُخرى في اليمن وعمل مع والده في مهنة العطارة, اتجه بعدها إلى الكوفة بعد إزاحة العباسيين للحكم الأموي, درس العلوم الشرعية واللغوية والكيميائية تحت رعاية جعفر الصادق ثم انتقل بعدها إلى ممارسة الطب برعاية الوزير العباسي الذي تمّ توجيهه من الخليفة هارون الرشيد للاهتمام بجابر في هذا المجال.
اشتهر ابن حيان بإيمانه وخوفه الشديد من الله.
قضى مدة من حياته مقيماً في دمشق القديمة منعزلاً في غرفة في أغلب وقته للتبحر في علوم الكيمياء.
أُطلقت عليه العديد من الألقاب في حياته، التي كان منها: أبو الكيمياء، الأستاذ الكبير وملك الهند والكثير غيرها.

انغمس جابر بن حيان في العلوم بشكلها العام وفي الكيمياء خاصة وكان له العديد من الإنجازات التي بقيت خالدة في التاريخ العلمي والتي كان منها:
اكتشافه للصودا الكاوية وهو أول من استحضر ماء الذهب، أبدع ابن حيان في معرفته طريقة فصل الذهب عن الفضة وكان أول من اكتشف حمض النتريك وحمض الهيدروكلوريك.
تنبأ ابن حيان بقاعدة التولد الذاتي، وخرج بتجاربه بإعداد الكثير من المركبات التي كان منها كسلفيد الزئبق وأكسيد الإرسين، كما أنه صنع الورق الغير قابل للاحتراق وهو أول من نجح في وضع طريقة للتقطير بالعالم عن طريق اختراعه جهازاً للتقطير يُدعى(الإنبيق) الذي كان عبارة عن جهاز زجاجي له قمع طويل.
إنجازات كثيرة نُسبت إليه بلغت مايُقارب3000 مخطوطة تحدث فيها عن علم الكونيات والموسيقى والسحر والأحياء والتقنيات الكيميائية والهندسة والنمو والمنطق والفلسفة والفلك حيث إنه كان عالماً شاملاً.
انتشرت منجزاته على نطاق واسع في أوروبا بين الكيميائيين هناك وكان هذا في العصور الوسطى.
كان إدخال المنهج التجريبي إلى الكيمياء من أهم إسهامات ابن حيان في التطوير الكيميائي حيث اخترع القلويات المعروفة.
عرف الأوروبيون من خلاله ملح النشادر وماء الذهب, كما أنه هو من أدخل على الكيمياء عنصري التجربة والمعمل وأدلى بتوصيات له كان منها الدقة في البحث والاعتماد على التجربة والصبر عليها حتى نجاحها وقال في إحدى توصياته لتلاميذه: “أول واجب أن تعمل وتجري التجارب، لأن من لا يعمل ويجري التجارب لا يصل إلى أدنى مراتب الإتقان، فعليك يا بني بالتجربة لتصل إلى المعرفة”.
انخرط جابر بن حيان في العلوم التطبيقية وكان من روادها الأوائل، وقام في هذا المجال في تحضير الفولاذ وصنع الأقمشة ودبغ الجلود واستعمال ثاني أكسيد المنغنيز في صنع الزجاج.
وضع جابر نظرية رائدة للاتحاد الكيميائي في إحدى كتبه وقال في ذلك: “يظن بعض الناس خطأً أنه عندما يتحد الزئبق والكبريت تتكون مادة جديدة في كليتها، لكن الحقيقة أن هاتين المادتين لم تفقدا ماهيتهما، وكل ما حدث لهما أنهما تجزأتا إلى دقائق صغيرة، وامتزجت هذه الدقائق بعضها ببعض، فأصبحت العين المجردة عاجزة عن التمييز بينهما وظهرت المادة الناتجة من الاتحاد متجانسة التركيب، ولو كان في مقدرتنا الحصول على وسيلة نفرق بين دقائق النوعين، لأدركنا أن كلاً منهما محتفظ بهيئته الطبيعية الدائمة، ولم تتأثر مطلقاً. “ويمكن تشبيه هذه النظرية بالنظرية الذرية للعالم الإنكليزي جون دالتون.

1-الأغوال وهي المواد التي تتبخر عند تسخينها.
2-المعادن مثل الذهب والنحاس والفضة.
3-المركبات وهي تلك المواد التي يمكن تحويلها إلى مساحيق.
اخترع جابر نوع مضيء من الحبر ليساعد على القراءة في الظلام كما اكتشف الطلاء الذي يُوضع على الحديد فيجعله مضاداً للصدأ ويوضع على الملابس فيجعلها مضادة للبلل بالماء.
ساهم ابن حيان في تطور علم الكيمياء من خلال اكتشافاته وإنجازاته الكثيرة التي أضفت على الكيمياء تطورها.

وضع جابر بن حيان العديد من المؤلفات التي تناولت مواضيعاً مختلفة التي بقي الأوروبيون يعتمدون عليها وكان لها الأثر الأكبر في تطور علم الكيمياء الحديثة والتي كان منها:

الحياة الشخصية: