أحمد آل خليفة..شاعر الطبيعة وسيد الكلام وأمير من أمراء البحرين

بحريني 1929_2004

كتب أحمد آل حليفة الشعر في مراحل مبكرة، أطلق عليه لقب عاشق أوال، وحصل على وسام البحرين من الدرجة الاولى

أحمد آل خليفة سيّدٌ في الكلام ومثالٌ للتواضع، أميرٌ من عائلة آل خليفة التي تحكم البحرين، يحمل الشعر سراجًا فيضيء ظلمة الكون، نظمَ قصائد تغنّى فيها بطبيعة البحرين، لهذا فقد سُمّيَ بــ: “شاعر الطبيعة”، وبسبب إنشاده لأحلى القصائد واستخدامه لاسم البحرين التاريخي القديم «أوال» فأطلق عليه لقب «عاشق أوال».

جدول المحتويات

ولادته ونشأته

ولد الشيخ أحمد في قرية الجسرة في العام 1929، وانتقل بعدها إلى قرية الزلاق الواقعة على الساحل الغربي لجزيرة البحرين عندما كان في الثالثة من عمره.

لهذا فإنّه قد عاش طفولته وصباه في رحاب الطبيعة، وترعرع على مشاهد البحر والصيادين وبساتين النخيل الخضراء وأشجار اللوز وعيون المياه والورود.

وبقي في قرية الزلاق حتى عام 1951 لينتقل بعدها للسكن في منطقة القضيبية في قلب العاصمة المنامة، والتي تعجّ بالحركة والضوضاء.

تعليم أحمد آل خليفة

درس في مدارس المنامة الرسمية، وأنهى المرحلة الثانوية من مدرسة المنامة الثانوية، ثم تلقّى دروسًا في اللغة العربيّة على يد عدد من الأساتذة.

مثل: الأستاذ يوسف الصديقي الذي كان قاضي الشرع وخطيب جامع القضيبية، وتعرّف على الشاعر “أحمد العريض” وتتلمذ على يديه.

أعمال أحمد آل خليفة

شغل عدة وظائف حكوميّة، بعدها انتقل إلى الأعمال الحرّة وتفرّغ للشعر والأدب، وبسبب أجواء الطبيعة التي كانت تحيط به فقد شُغف بالشعر منذ صغره.

حيث كتب أحمد آل خليفة الشعر في مرحلة مبكّرة، ونشر باكورة أعماله في مجلة “المستمع العربي” البريطانية، ثمّ توالى نظمه للشعر، وقام بنشره في عدد من المجلّات العربيّة والخليجيّة.

مثّلَ الشاعر أحمد آل خليفة بلاده في المهرجان الأدبيّ الكبير الذي أقيم في مصر على شرف الأديب الكبير نجيب محفوظ، ومثّلها في العديد من الندوات.

كان كثير القراءة لكبار الشعراء العرب، وتأثّر بأساليبهم، حيث كان لكلّ واحد من هؤلاء الشعراء تأثيره الجليّ على أسلوبه. وأُعجِب كثيرًا بالشاعر الكبير “أبو الطيب المتنبي”.

والذي كان يعدّه معشوقه الأول، فكتبَ الشاعر “أحمد” القصائدَ مفتخرًا بوطنه البحرين، وبدا تأثّره فيها بالمتنبي واضحًا، إضافة إلى إعجابه بالشاعر اللبنانيّ “إيليا أبو ماضي”.

ومرورًا بالشاعر التونسي “أبو القاسم الشابي”، والشاعر المصري “علي محمود طه”، والشاعر السوري “عمر أبو ريشة”.

وكان يتأنّى كثيرًا قبل أن يقوم بنشر إصداراته عملًا بنصيحة أستاذه الشاعر أحمد العريض حيث كان يقول له: (ضع القصيدة تحت الوسادة ثلاثة أيام قبل نشرها لضمان الوحدة الفنيّة).

عشقَ الشاعرُ الفنّ والطرب، وكان يجيد العزف على العود بمهارة كبيرة، كما عُرف عنه عشقه وهيامه بصوت وألحان وأغاني محمد عبد الوهاب.

من أشعار أحمد آل خليفة

أنا البحرين سلْ عنّي الليالي تجبْكَ بما تسرُّ به المعالـي

بي البترول في الهضبات جارٍ وفي بحري الثمين من اللآلي

تضيء جزائري كقصـور درٍّ بدت في ذهن رسّام خيالـي

كما أحبّ الشاعرُ لبنانَ، وكتب فيه شعرًا كثيرًا:

إيه لبنان والأمانـي عـذاب ليتها اليوم ترجـع الأحلامـا

عاد لي منك بعد لأيٍ شبابـي وطويت السنيـن والأعوامـا

إنّ دقّات قلبي اليـوم ليسـت مثلما كانت قبل عشرين عاما

كم تمنّى الكبير في السن.. لو يرجع في غفلة الزمان غلاما

ليعيد الـذي طوته الليالي والليالـي تعتـق الأجساما

إنّنـا لا نحـسُّ بالعمـر إلّا عندما يصبح الكيان حطامـا

من مؤلفاته

من أغاني البحرين، عام 1955
هجير وسراب، عام 1962
بقايا الغدر، عام 1966
القمر والنخيل، عام 1980
“العناقيد الأربعة”، وهي مجموع دواوينه الأربعة، عام 1980
غيوم في الصيف، عام 1988
ماذا قالت البحرين للكويت، عام 1991
عبير الوادي، عام 2001
أنفاس الرياحين، عام 2003
أوبريت الفاتح، عام 2002

الجوائز التي حصل عليها

نال أحمد آل خليفة عبر مسيرته الأدبيّة العديد من الأوسمة والتكريمات، أهمها:

وسام «البحرين» من الدرجة الأولى في أكتوبر 2002.
وسام «التكريم» من قادة مجلس التعاون لدول الخليج العربية في مسقط في عام 1989.
فاز في المسابقة الأدبية للقصيدة النبطيّة في أبريل عام 1979 التي أعلنها الملك “حمد بن عيسى آل خليفة” عندما كان وليّاً للعهد.
حصل على شهادة تقديرية من «بيت القرآن» بالمنامة على ما قدّمه من دعم ومساندة وعطاء لهذا المعلم.
مُنِح العضويّة الفخريّة لنادي «المحرق» الرياضيّ في فبراير عام 1990.
كُرِّمَ من قِبَل وزارة التربية والتعليم البحرينيّة، وحصل على درع إدارة المكتبات العامّة بالوزارة في اليوم العالميّ للكتاب عام 2002.

أبرز ما قيل عنه

قال عنه الشاعر أحمد العريض :

“أحمدُ بين الشعراء الذين تعتزّ بهم الجزيرة، هو أقواهم إلى الحياة التي يمارسها تعبيراً، وأرهفهم بالآلام التي يعانيها في وحدته شعوراً».

وقال عنه الأديب السعودي الأستاذ عبدالله أحمد الشباط:

“برغم التيارات الأدبيّة الجديدة بالنسبة لعمود الشعر بقي محافظاً على القديم. ولعلّ هذه الصفة تعدُّ دليلًا على مقدرته الأدبيّة وإيمانه بضرورة صيانة اللغة والمحافظة على الطابع الأصيل فيها. وهذه الصفة يلاحظها الدارس لأوضاع الخليج العربي عامّة، ولشعراء آل خليفة بالذات وإصرارهم على الالتزام بتقاليدهم التي ورثوها منذ القدم».

وقال عنه الدكتور عبد الرحمن بوعلي:

“كان مفكّرًا في ثوب شاعر، وعاشقًا في ثوب مفكّر، ومواطنًا مدركاً أن مواطنته لا تكتمل إلا بالشغف المتناهي بالوطن والتبجيل اللامحدود لكلّ أشيائه وتفاصيله وشؤونه وشجونه، لذا فعشقه للبحرين لم يتوقّف عند طبيعتها وبيئتها، وإنما عشق طيبة أهلها وتنوّع مصادر ثقافتها».

وفاته

في الثامن والعشرين من مارس من العام 2004 ودّع العالم العربيّ عمومًا، والبحرين خصوصًا شاعره الكبير الشيخ أحمد آل خليفة عن عمر قاربَ 75 عاماً بعد سنين طويلة قضاها في محراب الأدب والشعر.