• حسن-شيخ-محمود
  • ياس-خضر
  • تميم-البرغوثي
  • مارون-عبود
  • عملاق المسرح الغنائي-نصري-شمس-الدين
  • روبرت-جودارد
  • تسلا
  • جون-فوس
  • نازك-الملائكة
  • حسن-الصباح
  • تشارلز-بوكوفسكي


حقائق سريعة

والده من خريجي الأزهر الشريف, عين مديراً لأوقاف إسكندرونة

حصل على البكالوريوس في الزراعة عام 1958، ودبلوم الدراسات العليا عام 1960.

روايته الأولى “شتاء البحر اليابس” (1965)

سعى وليد إخلاصي، إلى التجديد والابتكار والتجريب في المسرح، بعد أن تشرّب القديم في حزمه ووضوح رسالته


وليد إخلاصي.. درسه الأرسوزي والعيسى وزاملّه كيالي وفخري

1935-2022 سوري

أسمع ضربات قلبه للقلم فنقلها إلى الورق، وأسمع العالَم بوح روحه

الولادة والنشأة:

ولد وليد أحمد عون الله إخلاصي في السابع والعشرين من أيار للعام 1935.

والده من خريجي الأزهر الشريف, عين مديراً لأوقاف إسكندرونة,  ولذا رافقته أسرته المكونة من زوجته وولديه نزار وعدنان ، وفي الإسكندرونة أبصر وليد النور. وفي العام 1937 انتقلت الأسرة إلى حمص بسبب تعيين والده مديراً لأوقافها. حيث ولدت أخته هند, كان والد وليد عطوفاً محباً لأطفاله داعياً لهم بالتوفيق في كل صلواته. عاش وليد مع أسرته في حمص حتى العام 1940 عندما انتقلت العائلة إلى حماه.

لم تتلق والدة وليد أي تعليم. ولكنها كان تحفظ آيات قصاراً من القرآن الكريم تنفعها في أداء صلواتها المنتظمة. ولقد كانت عوناً لزوجها وأولادها في أوقات الشدة, فكانت تعد الحبر الذي يستخدمه الأولاد بنفسها, وكانت تحيل الورق المستخدم للتغليف (ورق الصر) إلى دفاتر تخيطها بالمسلة، لأن ثمن الدفاتر في المكتبات وقتها كان يشكل عبئاً ثقيلاً على كاهل الأب.

الدراسة

بدأ وليد دراسته الابتدائية في حماه, وما أن مرت السنة الأولى حتى قرر الوالد العودة إلى حلب, كانت العائلة سعيدة بقرار العودة إلى المدينة التي جاؤوا منها.

قُبِلَ وليد في مدرسة الحمدانية تلميذاً في الصف الثاني. كان يوم وليد المدرسي يبتدئ عادة بتحية العلم. و يرتفع العلم السوري على السارية, ويبدأ التلاميذ الذين ارتصت صفوفهم بنظام يرددون النشيد الوطني «حماة الديار عليكم سلام»، كأحد أشكال الرفض للاحتلال الفرنسي الذي كان مازال يحتل البلاد.

كان وليد يتردد على دار الكتب الوطنية  الكائنة في ساحة باب الفرج  بين حين وآخر فيقرأ كتب الأطفال، فقد كانت لوالده مكتبة صغيرة حفزت وليد على القراءة وزادت اعجابه بوالده الذي كان يعد  مجلة «الاعتصام» ورئيساً لتحريرها قبل أن يولد وليد. وقد أوقفتها السلطات الفرنسية في أوائل الثلاثينات. فبات حلم وليد المبكر أن يقتدي بوالده، وأصبحت القراءة واللعب بالكلال (الدحل الزجاجية) والجري وراء كرة القدم ومشاهدة الأفلام السينمائية هويات وليدة المفضلة.

لم يكن المصروف الشهري الذي يحصل عليه وليد من والده يكفي لشراء كتاب أو تسديد أجر له، أو الحصول على تذكرة لدخول دار السينما. فقرر أن يعمل، وجاءت العطلة الصيفية لتكون الفرصة الأولى في كسب المال.

العمل مع الدراسة:

بدأ وليد العمل لتوفير النقود فعمل عند قريب لجدته يصنع السكاكر في داره التي تشكل المعمل ودكان البيع أيضاً. فأخذ يشارك النسوة  في لف قطع السكاكر بالورق الملون، وكان يأخذ أجرة الكيلوغرام الذي ينجزه مباشرة.

ثم اختاره سيد العمل كي يستلم الصندوق في الدكان، فيصبح المسؤول الوحيد في معظم الأوقات عن البيع وإجراء تسجيل الدخول بدقة. كان يشعر بالفخر عندما يشيد المعلم بأمانته وحرصه على التعامل اللبق مع الزبائن.

بعد فترة ترك وليد العمل المأجور وبدأ يعمل بمفرده, يشتري بضاعة من المحلات الكبيرة ويبعها على البسطة, ومع تنقل وليد من عمل إلى آخر بدأ وعيه يزداد وحبه للقراءة يكبر.

ترك وليد إخلاصي مدرسة الحمدانية وانتقل إلى مدرسة التجهيز الأولى, ليحصل وليد على “السرتفيكا”  وكانت تلك اللحظة بداية التحول في حياته. فقد أصبح طالباً في مدرسة الكبار.

قرر والد وليد الاعتناء بتعليم ابنه اللغة العربية. ووجد الوسيلة  في قراءة القرآن الكريم وحفظ أكبر قدر من السور, كان يتلقنها على يد شيخ خبير يتقن التلاوة. وهكذا التحق صيفاً بمدرسة الحفاظ  وهو ما زال في العاشرة من العمر.

نهج البلاغة:

كان وليد يقرأ «نهج البلاغة» للإمام علي كرم الله وجهه أمام والده, وعليه شرح الشيخ محمد عبده, يقرأ بمتعة على الرغم من صعوبته, فيشرح له  والده  الكلمات والمقاطع الصعبة, فيزداد وليد تعلقاً بالكتاب، وقد لازمته متعة التعرف عليه لسنين طويلة، وحمل تقديراً كبيراً لوالده الذي سمح له بقراءة ذلك الكتاب.

تردد وليد على حلقات الذكر, وهو مازال صبياً فاستهوته الأذكار والأدعية, وأخذ يناقش زوار والده من المشايخ, وبدأت تظهر عليه علامات النبوغ.

كبر وليد وكبر وعيه وربما خلاصة حديثه مع لأبيه, عن رواية حي بن يقظان لابن طفيل وكيف الهداية تشرح ذلك,” أن الوصول إلى هذا الجوهر يتعلق بفهمنا لما هي عليه الفطرة، بمعنى أن الإنسان أصلاً يهتدي إلى إيمانه بالخالِق دون مساندة من أحد بل إن الفطرة هي نقطة البداية”.

وعن حبه للمسرح والسينما يقول إخلاصي  «لم يقتصر تعلقي بالمسرح على حفلات المدرسة، بل كنا أحياناً مع رفاق وهواة نقدم مسرحية في دار عربية، فالمتفرجون يكونون عادة من أهل الحي وبعض المعارف، وأما الجيران فيطلون من أسطحتهم على الإيوان الذي يكون عادة خشبة المسرح».

كان وليد يأخذ دور الحكواتي فيزيد من خياله الكثير على الأحداث المروية,  يضيف اسقاطات معينة تعكس فكره في تلك الفترة.

البحث عن الأسباب:

بدت على وليد علامات النضج المبكر وبدأ يعتقد أن التساؤل  والبحث عن الأسباب وترك الصنمية هو السبيل الوحيد إلى اكتساب المعرفة .

ثم تم طرد وليد حتى نهاية العام الدراسي بعد اختلافه مع استاذ الديانة على تفسير الموت وكاد أن يطرد وليد من مدرسة التجهيز الأولى وكافة المدارس السورية، لولا تدخل والده  الذي اجتمع بصديقه مدير الثانوية واقتصرت العقوبة على الطرد لنهاية العام فقط.

بعد أن أنهى وليد الثانوية بنجاح وبعلامات عالية, عدل عن رأيه بدراسة الطب, وقرر دراسة الآداب, وبين مد وجزر استقر عند رغبة أخيه عدنان الذي كان يدرس في مصر, فقدم أوراقه إلى مكتب البعثات المصرية في دمشق, على أن يدرس سنة في كلية الزراعة في جامعة الإسكندرية، ولا يحقق النجاح فيها فيسمح له ذلك الانتقال في السنة القادمة إلى كلية الآداب.  وانتهى الأمر بوليد طالباً في كلية الزراعة في جامعة الإسكندرية.

ولكن وليد عدل عن تغيير الاختصاص واكمل دراسته في كلية الزراعة, ليحصل على البكالوريوس عام 1958، ودبلوم الدراسات العليا عام 1960.

الأعمال

وبعد عودته إلى حلب عمل في مؤسسة حلج وتسويق الأقطان حتى سنة 1999. ومحاضراً في كلية الزراعة بجامعة حلب (1960 – 1971)، ثم اُنتُخِبَ نقيباً للمهندسين الزراعيين,  ثم انتخب عضواً في مجلس الشعب (1999 – 2002). وعضواً  في مجلس اتحاد الكتاب العرب بدمشق، وكان رئيساً لفرع الاتحاد بحلب.

أسهم وليد إخلاصي في تأسيس مسرح الشعب والمسرح القومي والنادي السينمائي بحلب، وشارك أيضاً في هيئة تحرير مجلة «الحياة المسرحية» الدمشقية.

أما في المجال الأدبي:

في البداية  قرر وليد أن يكون له مجلة حال أبيه مؤسس مجلة الاعتصام التي أسّسها في عشرينيات القرن المنصرم ، لكن أحلامه أُجهِضَت بسبب شروط قانون المطبوعات التي لا تتيح له ذلك لصغر سنه. لاحقاً كتب إخلاصي قصيدة ضد “مشروع إيزنهاور”، ووجهها إلى الرئيس الأميركي. وذهب إلى بيروت متسللاً كونه لا يحمل هوية، لمقابلة رضوان الشهال صاحب مجلة “الثقافة الوطنية”، لأجل نشر القصيدة  في المجلة. فنصحه الشهال بألا يقلد أسلوب أحد: “لأن القصيدة  تقليد لقصيدة كتبها عبد الرحمن الشرقاوي  ووجهها إلى الرئيس الأميركي, فعلمته النصيحة أن يكون مجدِّدَاً ومبتكِراً في كتاباته، سواء في الرواية أو في المسرح. وهكذا جاءت روايته الأولى “شتاء البحر اليابس” (1965)، بمثابة تمرّد على السرد التقليدي في الرواية السورية». ومن أعماله الروائية الكثيرة نذكر:

  • أحضان السيدة الجميلة
  • إحزان الرماد
  • زهرة الصندل
  • بيت الخلد
  • حكايات الهدهد
  • باب الجمر
  • ملحمة القتل الصغرى
  • دار المتعة, والتي اعتبرت واحدة من أفضل مئة رواية عربية، وجسد فيها قصة ألف ليلة وليلة مع تعديلات خاصة قام بدمجها في هيكل القصة ومصير كل شخصية خلالها.

ولوليد إخلاصي عدد كبير من القصص نذكر منها:

  • دماء في الصبح الأغبر
  • الطين وزمن الشجرات القصيرة
  • التقرير وموت الحلزون
  • الأعشاب السوداء
  • ما حدث لعنترة

لوليد إخلاصي عدد من الدراسات والمقالات التي نشرها على مدار خمسين عاماً, لم ينقطع فيها عن الكتابة, تناول فيه مختلف المواضيع من السيرة الذاتية, حتى هموم الثقافة العربية المعاصرة ومشاكلها نذكر من هذه الدراسات:

  • المتعة الأخيرة: اعترافات شخصية في الأدب
  • السيف والترس: حوار عربي عن الثقافة
  • لوحة المسرح الناقصة، دمشق
  • في الثقافة والحداثة، دمشق
  • من الإسكندرونة إلى الإسكندرية محطات في السيرة الذاتية
  • الوسواس الخفي، محكيات
في المسرح:

سعى وليد إخلاصي، إلى التجديد والابتكار والتجريب في المسرح، بعد أن تشرّب القديم في حزمه ووضوح رسالته, وهو ينتمي إلى الجيل المعاصِر من الكتّاب المسرحيين في سورية، ونحا إلى الجديد مستفيداً من مراحل تطور المسرح كلها، وصولاً إلى البراعَة في الابتكار وطرق أبواب التجديد، والتفاوت في تقنيات الكتابة وتنوّع أساليبها الفنية، مما يجعل محاولة تصنيف إبداعه المسرحي أمراً صعباً ومهمة شاقة قد تختلف فيها آراء النقاد أو تتشعّب.

ويمكن تقسيم مسرح إخلاصي إلى ثلاثة أقسام متداخلة:

أولاً: المرحلة الواقعية وتتركز حول الصراع  الفلسطيني  الاسرائيلي، إضافة إلى معالَجَة بعض المشكلات الاجتماعية كالجريمة والانتهازية والظلم، والفقر، والمال في المجتمع,  وكذلك مشكلات فساد الفن والمسرح التجاري وطغيانه.

ثانياً: مرحلة الاتجاه نحو الرمز حيث الرمز أساسي في مسرحه, هذا الرمز هو شخص أو شيء أو قطعة ديكور وقد تصبح المسرحية برمتها رمزاً لفكرة ما.

ثالثاً: مرحلة التأثر باللامعقول وفي هذه المرحلة جسد إخلاصي في مسرحياته الإنسان المنسحِق بعد أن أحكم الشقاء قبضته عليه, في حركة دائرية مفرغة في المكان، وبالرغم من الأمل بالتخلص من العجز واليأس يلعَب التجريب دوره في إظهار «العالَم المسحوق تحت وطأة التقدم العلمي الذي يتحول إلى دمار»، فنشاهد الأمل والفرحة أحياناً، جنباً إلى جنب مع استمرار المخاوف. ومن مسرحياته الكثيرة نذكر:

  • العالم من قبل ومن بعد، مسرحيتان
  • الصراط، دمشق
  • سهرة ديمقراطية على الخشبة
  • هذا النهر المجنون
  • مسرحيتان عن قتل العصافير
  • أوديب: مأساة عصرية، طرابلس
  • الليلة نلعب، ثلاث مسرحيات

وقد قدمت الفرق المسرحية عدداً كبيراً من أعماله المسرحية والدرامية في سورية، مصر، الكويت، الإمارات العربية، لبنان، تونس، قطر، البحرين، المغرب، العراق، وليبيا. كما تُرجِمَت بعض أعماله إلى أكثر من لغة عالمية منها الإنكليزية، والفرنسية، والروسية، والألمانية.

الحياة الشخصية

تزوج وليد إخلاصي من السيدة رجاء نور الدين (1963)، وله ابنان: خالد عون الله (ت 1964) وهو مهندس وهاني (ت 1969) وهو خريج علوم طبيعية.

الوفاة

توفي وليد إخلاصي مساء السبت 19 شباط من عام 2022 في مدينة حلب، عن عمر ناهز 87 عاماً، بعد صراع طويل مع المرض.

الجوائز والتكريم

  • الجائزة التقديرية لاتحاد الكتاب العرب 1989.
  •  جائزة ملتقى القاهرة الأول للقصة القصيرة 1991.
  • وسام التكريم في مهرجان القاهرة المسرحي التجريبي 1992.
  •  جائزة بلدية حلب 1996.
  • جائزة سلطان العويس في دورتها الخامسة للثقافة والرواية والمسرحية 1997.
  •  وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة 2005.

الأقوال

“أعترف بأمر واحد وهو نظرية (الحكاية) والحكاية هي أكثر الأساليب إنسانية في ربط البشر ببعضهم،

وفي نقل المعرفة من طرف إلى طرف، وفي تحفيز الروح للبحث عن الحقيقة، وأخيراً في خلق الوسط الكيميائي الجمالي لدى الآخر”

“وحين كنا نلجأ إلى أستاذ التاريخ نسأله الحقيقة، كان يهدد بوضع صفر لكل من يتدخل فيما لا يعنيه”

“إنني أحذّر ولا أتشاءم، إنني أدعو باستمرار إلى اليقظة.

والمجتمع العربي بشكل عام (منوّم) إمّا بقوى العودة إلى الماضي أو بالضغط اليومي المحلي أو العالمي

وتكمن وظيفة الكاتب الحقيقي في الوقوف بوجه كل تلك الأسباب، أي الدعوة الدائمة إلى اليقظة.

واليقظة في حالة المرض، تعني الصفعة في أبسط أحوالها”.

 

أدباءمثقفون

وليد إخلاصي.. درسه الأرسوزي والعيسى وزاملّه كيالي وفخري



حقائق سريعة

والده من خريجي الأزهر الشريف, عين مديراً لأوقاف إسكندرونة

حصل على البكالوريوس في الزراعة عام 1958، ودبلوم الدراسات العليا عام 1960.

روايته الأولى “شتاء البحر اليابس” (1965)

سعى وليد إخلاصي، إلى التجديد والابتكار والتجريب في المسرح، بعد أن تشرّب القديم في حزمه ووضوح رسالته



معلومات الأيقونة:

اسم الأيقونة : وليد إخلاصي
رقم الأيقونة : 2506
الكاتب : فريق أيقونات
اسم الموقع : https://iconaat.com
تاريخ النشر : فبراير 20, 2022
تاريخ آخر تحديث : أبريل 15 , 2022
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى