لم يكرِّس ابن الهيثم نفسه لدراسة الرياضيات والمواد الأكاديمية الأخرى في سنٍ مبكرة، لكنه تدرب للحصول على ما يُعرف ب “الوظيفة الحكومية”.

وقد تم تعيين ابن الهيثم كوزير للبصرة والمناطق المحيطة بها. وعلى الرغم من ذلك، لم يكن راضياً عن دراساته العميقة للدين، واتخذ قرارًا بتكريس نفسه تمامًا لدراسة العلوم التي وجدها أكثر وضوحًا في كتابات أرسطو، بعد أن اتخذ هذا القرار، قام ابن الهيثم بتكريس بقية حياته وكل طاقاته للرياضيات والفيزياء والبصريات والعلوم الأخرى.

الأعمال:

ذهب ابن الهيثم إلى مصر بعد أن تخلى عن منصبه كوزير وقرر تكريس نفسه للعلم، حيث كانت لديه سمعة حسنة كعالم مشهور بينما كان لا يزال في البصرة. وعندما وصل إلى مصر كانت تحت خلافة الحاكم بأمر الله، سادس خلفاء الفاطميين.

وقد اعتنى الحاكم بأمر الله بالعلم، ونبغ أثناء  خلافته الكثير من العلماء مثل عالم الفلك ابن يونس، عندما علم الحاكم باقتراح ابن الهيثم لتنظيم تدفق مياه نهر النيل، طلب منه أن يأتي إلى مصر لتنفيذ هذا الإقتراح. كما قام الحاكم بتعيينه لرئاسة فريق الهندسة الذي سوف يضطلع بهذه المهمة. وعلى الرغم من اجتهاد هذا الفريق، إلا أن ابن الهيثم أدرك أن فكرته لتنظيم تدفق المياه لن تنجح مع تلك المنشآت الكبيرة.

بعدها، عاد مع فريقه الهندسي وأعلم الخليفة, أنه لم يتمكن من تحقيق هدفه، لذا،  عيّنه في منصبٍ إداريّ، وادعى ابن الهيثم الجنون خشية الحاكم آنذاك، وظلّ ماكثًا في منزله حتى وفاة الحاكم عام 1021م، حيث لم يقم ابن الهيثم إلا بعملٍ علمي واحدٍ طيلة هذه الفترة.

وبعد فشل مهمته في تنظيم تدفق مياه النيل، فَرَّ ابن الهيثم من مصر إلى سورية، في حين تذكر بعض المصادر أنه بقي في مصر حتى العام  1038.

المؤلفات:

وعلى صعد مؤلفاته، فقد كتب حوالي 92 عملًا، نجا منهم إلى يومنا هذا أكثر من 55 مؤلَّفًا فيما عرف بـ “البصريات”، بما في ذلك نظرية الضوء ونظرية الرؤية، وعلم الفلك، والرياضيات، بالإضافة إلى الهندسة ونظرية العدد”.

ووفقًا لما ذكره “القفطي” فقد عاش ابن الهيثم لبقية حياته بالقرب من مسجد الأزهر في القاهرة مشغولًا بكتابة مؤلفاتٍ شتى في الرياضيات، وكيفية التدريس، وكسب المال عن طريق نسخ النصوص والمؤلفات. ازداد ارتباط ابن الهيثم بالعلم وبالجامعة منذ تأسيس الفاطميين لجامعة الأزهر لتلحق بالجامع الأزهر في عام 970م.

احتفت غوغل به، فبمناسبة مرور 1048 عام على ولادة ابن الهيثم، أصدر موقع غوغل شعارا خاصًا وذلك ف الأول من تموز عام 2013، وبلغت أهميته دول أوروبا حيث عُثر في القرن التاسع عشر على أعمالٍ له في المكتبة الوطنية في فرنسا، كما أن له أعمال أخرى محفوظة في متحف برلين.

الحياة الشخصية: