فنان العرب.. الأيقونة محمد عبده

1949- سعودي

عملاق الأغنية الخليجية والذي أطرب العرب من المحيط إلى الخليج

الولادة والنشأة:

ولد محمد عبده في16يونيو1949، في محافظة الدرب في منطقة جازان جنوب السعودية, وعندما كان في السادسة من عمره تيتم من والده وعاش بداية حياته في ظروف صعبة وكان شديد الفقر.

الدراسة

درس عبده المراحل الأولى من الدراسة في ظروف قاهرة ولكن إصراره على إثبات وجوه وتحقيق حلمه دفعوه للوصول إلى المعهد الصناعي الذي كان طالباً فيه متخصصاً في صناعة السفن، ومكملاً لحلمه الذي كان بأن يصبح مثل والده الذي قبطان لسفينة.
لم يتخلى عبده عن حلمه ذاك بل حاول جاهداً تحقيقه, لكن حبه للفن والغناء سلبوه من دراسته قليلاً لينتقل بعدها لممارسة الفن بشغف وحب عاليين.
في1963 تخرج عبده من المعهد وعزم على السفر مع بعثة سعودية متجهة إلى إيطاليا في نفس مجال تخصصه, لكن مسار الرحلة تغير إلى بيروت حيث بدأ مشواره الفني.

الأعمال

بدأ عبده مشواره الفني في بداية الستينيات من القرن.
أثناء الرحلة التي قام بها عبده مع فريق معهده, التقى بفائق غزاوي الذي كان من أوائل الشخصيات الذين اكتشفوا موهبته.
تعرف عبده في بيروت على الملحن السوري محمد حسن الذي أعطى لعبده أغنية خاصة ليغنيها بصوته, وأكمل مسيرته حينها بالتعرف على العديد من الملحنين والفنانين والموسيقيين الكبار.
في1966 قرر عبده خوض تجربة التلحين بنفسه مستنداً على تجاربه في العزف على العود, وفي عام1967 قام عبده بتلحين أغنية(الرمش الطويل) للشاعر “الغريب”، محققاً بذلك نجاحاً واسعاً, حيث كانت هي تجربته العلنية والمقصودة في عالم التلحين, حيث إنه في1965 تشارك عبده مع الأمير عبدالله الفيصل في أغنية(هلا يابو شعر ثاير) التي كانت من ألحان عبده, كان عبده شخصاً طموحاً وما إن وصل إلى السبعينيات إلا وكان محققاً نجاحاً واسعاً ومثبتاً لوجوده في عالم الفن.
في فترة السبعينيات حقق عبده نجاحاً ملحوظاً في عدد من البلدان العربية مثل: الإمارات، قطر، لبنان، الكويت ومصر وبهذه الفترة حصل عبده على لقب سفير الأغنية السعودية ليتطور بعدها ويصبح سفيراً للأغنية الخليجية ثم للجزيرة العربية كلها.
نوع محمد عبده في غنائه وتلحينه ألواناً عدة ونجح فيها مثبتاً وجوده بها، وقبل انتهاء فترة السبعينيات قام عبده بالدخول في تجربة الأغنية الطويلة مع الأمير “بدر بن عبد المحسن” في أغنية(في أمان الله), حيث حققت هذه الأغنية نجاحاً واسعاً وشهرة عالية.
في الثمانينيات, أقام محمد حفلة له على الأراضي التونسية, وأطلق عليه الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة على إثرها لقب “فنان العرب”، وقد سرى هذا اللقب عليه منذ ذلك الوقت.
عدد عبده في أغانيه المختارة ولون ما بين الأغاني الخفيفة التي لا تتطلب الكثير من المهارات, وما بين الأغاني الثقيلة التي تتطلب الكثير من الإبداع.
في1988 أقام عبده حفلاً فنياً له في مدينة جنيف السويسرية أثناء الكرنفال السنوي الخاص وحقق الحفل حينها أرقاماً قياسية بالنجاح.
من1989-1997 توقف عبدو عن مشواره الفني بسبب ظروف شخصية واجهته, كان منها وفاة والدته, وجرد حرفي لما قدمه خلال مسيرته وما سيقدمه أيضاً، الخطوة تلك أثارت الحزن في نفوس متابعيه ظناً منهم إمكانية اعتزاله, لكن عبدو لم ينقطع نهائياً عن عالم الفن ولكنه قنن من ظهوره, في هذه الفترة لحن عبده العديد من الأوبريتات التي كان منها:
-أرض الرسالات والبطولات.
-عرائس المملكة.
-فارس التوحيد.
-أنشودة العروبة.
بعد عودته للفن, أبدع محمد في نشره للأغنية الخليجية في الوطن العربي كافة وكان إلى جانبه طلال مداح, حيث ساهم كليهما في تطوير الأغنية السعودية وتحقيق نجاح واسع لها.
أبدع عبده في أغانيه الوطنية وحقق فيها شهرة واسعة، ومن الأغاني الوطنية التي قدمها:
-الله أحد.
-فوق هام السحب.
-رسالة.
-يالسعودي يالبطل.
-أوقد النار.
-عوافي.
حيث كان بذلك أول فنان سعودي يطرح ألبوم أغاني وطنية بشكل كامل.
تعاوناته الفنية:
تعاون محمد عبده مع العديد من الشعراء والفنانين والملحنين الذين كان منهم:
الشعراء:
بدر شاكر السياب، عبد الله الفيصل، بدر بن عبد المحسن، طلال الرشيد، طاهر الزمخشري، محمد بن راشد آل مكتوم، نواف بن فيصل بن فهد آل سعود والكثير غيرهم.
الملحنين:
عمر كدرس، طارق عبد الحكيم، عبد الرب إدريس، ناصر الصالح، أمور عبدالله، بليغ حمدي وسامي إحسان.
الفنانين:
لحن محمد عبده للعديد من الفنانين الذين كان منهم:
ابتسام لطفي، أصالة نصري، نوال الكويتية، فلة الجزائرية، ماجد المهندس، عبد الله رويشد وكارمن سليمان.
أبرز أغانيه:
-خاصمت عيني من سنين، من كلمات طاهر الزمخشري عام1968.
-ظبي الجنوب، ردي سلامي من تلحينه.
-صوتك يناديني.
-مذهلة.
-الأماكن.
-هلا بالطيب الغالي.
-ما هو حب.
-من بادي الوقت.
-كلك نظر.
-أنشودة المطر.
-أقرب الناس.
-القرار.
-اسمحيلي بالغرام.
-الله العالم.
-عمري نهر.

الحياة الشخصية

الفنان محمد عبده متزوج وله العديد من الأبناء, منهم بدر الذي يؤدي أغاني والده بإتقان وله صوت شجي كوالده..

الأقوال

صاحب صوت عذب رخيم، وأغانيه تطريبية أصيلة، و أداءه منمق ينقل المستمع إلى جو من الطرب الروحاني، وهو واحد من القلائل الذين يمتلكون سر هذه التركيبة حيث استأثر بأحد عناصرها لنفسه، فقد كان يعلم أن ما من أحد يستطيع الحصول على صوته أو أداءه لأنهما جزء منه، انه “فنان العرب” بجدارة.
مشكلتنا مع الرمز محمد عبده أننا لا نعرف كيف نبدأ في التعليق على “صوته – تاريخه – عطاءاته”، هذه الأسباب والعملاقة التي تجذرت في أعماق الأغنية العربية منذ أكثر من ستّة عقود، جعلت منا أن لا نوفيه حقه في الحديث عنه، هذه الحقيقة التي نفاخر فيه ولا نختلف عليه..جريدة الرياض السعودية